في الذكرى الـ16 للصرخة، (واذكروا .. )
(وَاذْكُرُوا إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (26)) الأنفال
في #الذكرى_السنوية_للصرخة الـ16علينا أن نقف كثيرا عند هذه الآية ونعيش المعاناة الشديدة التي عاشها أولئك الأوائل عندما كان يواجه #أمريكا وحيدا عبر نظام الدولة نفسه.
علينا أن نقف كثيرا عند كل جزء من هذه الآية وعند كل لحظة عاشها الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي سلام الله عليه وعلى كل من تحرك معه منذ أول انطلاقته وإطلاق الصرخة ومعاناتهم ، ثم نقف عند لحظاتنا هذه التي نعيشها اليوم من جانبين، جانب التمكين الداخلي للصرخة وأهلها وجانب الاستضعاف العالمي لنا في الأرض في ظل هذا العدوان لنزداد ثقة أننا سننتصر كما انتصر السابقون في فترة زمنية قصيرة لا تتجاوز الـ16سنة.
ما مر به الأولون في صعده خاصة منذ أن بدأ العدوان الأمريكي اليمني (في إشارة للنظام ولحالة الصمت والتأييد الشعبي في تلك اللحظة) على الصرخة والمسيرة القرآنية بقيادة الشهيد القائد في 2004م لا يختلف بتاتا عما نمر به اليوم ونحن تحت نفس العدوان الأمريكي السعودي العالمي حتى وإن اختلفت الأسلحة القاتلة واتسعت المساحة الجغرافية، فالقتل يحصل برصاصة أو بصاروخ سيان لا فرق بينهما بيد أنني أرى أن العدوان الأول أشد وأخطر من هذا العدوان على الصرخة والمسيرة لعدة أسباب أهمها:-
– لم يكن لدى الصرخة والمسيرة أي وسيلة إعلامية لتعلن للعالم مظلوميتهم فقد كان الظلم ينهمر عليهم تحت ظلام الجهل.
– كان القريب والبعيد من أبناء اليمن وبما يتجاوز الـ99.99% يؤيدون العدوان على المسيرة بكل أنواع التأييد.
– لم يكن يمتلك الأولون من الأسلحة ما نمتلكه اليوم وكانت أسلحتهم بضع رصاص وكلاشينكوف خاصة في الحروب الأولى.
– كان امتلاكك لملزمة السيد أكثر جرما من امتلاكك لهيروين أو أي مخدرات أخرى.
– لم يكن لديهم ثروة مالية وجل اعتمادهم على مبيعات القات لبعض المجاهدين والذهب الخاص بنساء المجاهدين من المجاهدات وبعض التبرعات من هنا وهناك والتي لم تكن تكفي شيئا إلا النزر القليل.
– كان امتلاكهم لمساحة جغرافية ضيقا جدا وسهلا ليتعامل العدوان الأمريكي اليمني معهم بأكثر دقة وأسرع حسما للمعركة.
– كان انتماءك للمسيرة وصمة عار مجتمعية يسمك بها الأهل والأقارب قبل المجتمع نفسه فكنت لا تجد إلا الجبال والشعاب لتحتويك.
– كانت الأرض تضيق بالمجاهدين فلا تقبلهم قبيلة ولا تسقيهم حتى قرية وغالبا يمسكوهم ويسلموهم للدولة المعتدية.
– كان معظم مشايخ القبائل والقرى من عملاء أمريكا وهذا مما كان يصعب عملية دخول الصرخة والمسيرة إلى هذه القبل والقرى فيصعب توسعها البشري.
– كان المجتمع معبأ تعبئة ضلالية وظلامية ضد الصرخة لذا كانوا أول من ينهال بالضرب والسحل للمكبرين في الجوامع قبل أن يرموهم في السجون لذا كان من يصرخ أو من يفكر أن يصرخ مثلا في الجامع الكبير يشعر بالخوف ويقلق قبل أن يصل إلى الجامع بساعات فيطلق الصرخة بعد الجمعة ثم يغمى عليه ضربا وسحلا.
– كان الأمن القومي والسياسي تشرف عليه السفارة الأمريكية في صنعاء مباشرة وتدربوا على المكبرين في بداية مشوار إنشاء الأمن القومي.
– كان هناك صعوبة بالغة جدا في نقل محاضرات وتوجيهات السيد عبد الملك الحوثي لاتباعه وأنصاره.
وغير ذلك من أحداث وأوضاع وحالات يطول شرحها وتجعلنا نقف كثيرا اليوم ونحن نواجه العدوان الأمريكي السعودي العالمي عند عدة نقاط هامة يجب أن نعيها ونستوعبها ولعل أهمها التالي:-
– وضعيتهم السابقة في تلك الفترة من القلة القليلة جدا في المجاهدين وفي التموين الغذائي وفي المال وفي السلاح وفي الأرض والتي جعلت السيد عبد الملك يقول في لحظة من اللحظات (رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير).
– أيضا نقف كثيرا عند الحالة الاستضعافية التي كانوا عليها الكل يلاحقهم ويحاربهم سواء الأمريكي بطائرته أو اليمني بجهلة وتغييبه عن الحقيقة.
– الحالة النفسية التي كان يعيشها المجاهدون و المسيطرة عليه والذي كان يعمل حسابه أنه سيمسك أو يقتل في أي لحظة والذي كان أهم أهدافهم في تلك اللحظة سلامة علم الهدى السيد عبد الملك الحوثي سلام الله عليه مما يعلمون عن مكانته ومستقبل الأرض تحت قيادته.
ثم ننتقل من هذا التفكر إلى التفكر التالي له وهو الوضع التصاعدي للصرخة ومسيرتها وكيف عظمت وعظم شأنها وانتشرت وتوسعت حتى وصلت إلى ما وصلت إليه اليوم وربطها بوعد الله العظيم وسنته في الخلق والحياة (فآواكم) و (أيدكم بنصره) و (رزقكم من الطيبات) وهذا ما أصبحت عليه المسيرة خاصة منذ تمكينها في ثورة الـ21 من سبتمبر2014م والذي لو قيل لأحدهم في تلك اللحظة خاصة ممن هو معارض للصرخة والمسيرة أن هذا سيحدث سيضحك ويستهزأ ويقسم بأغلظ الأيمان عن استحالة ذلك ثم ينهي كلامه بقوله (دي أمريكا يا واد) في إشارة لاستعظام وإكبار أمريكا وقوتها … ليكن لنا درسا عظيما للثقة بالله وبنصره وبتأييده لنا خاصة ونحن نعيش هذه الفترة لحظات تاريخية تشابه (ولا تساوي) تلك اللحظة السابقة ولكن بشكل موسع (وليس أوسع) وأن نعكس وعد الله لنا في القران في هذه الآية وفي آيات عديدة وكثيرة على وضعنا كما وجدناه ولمسناه في تلك اللحظات وبذلك التأييد، ولكي لا يستهزأ بنا عندما نقول لهم إن الله سيورثنا الأرض لأنها في الأساس له (إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده) وشاءت قدرته أن يورثها للمستضعفين من أبناء اليمن، عندها نبتسم ونقول (وستذكرون ما أقول لكم) كما ذكرنا ماقيل لنا منذ أن انطلقت الصرخة قبل16عاما بأصوات أناس لا يتجاوزون ربما الثلاثين شخصا أو أقل واليوم يتجاوز العدد ثلاثون مليونا في أنحاء الأرض وسيصل إلى 300مليون ثم 3مليار أو أكثر ثقة بالله وبوعده وبنصره مادمنا متحركين في الأرض متمسكين بنهج الله ومعتصمين بحبله وفقا لهذه المسيرة القرآنية النورانية التي يأبى الله إلا أن يتمها ولو كره من كره سواء كافرون أو منافقون أو كائنا ما كانوا.
الله أكبر
الموت لأمريكا
الموت لإسرائيل
اللعنة على اليهود
النصر للإسلام