الخبر وما وراء الخبر

السذاجة السياسية!!

74

بقلم / حسن حمود شرف الدين

رغم أن المجتمع اليمني مجتمع سياسي بامتياز، بسبب اجتماعاتهم اليومية على طاولة المقيل خلال وقت العصرية وأحيانا كثيرة تستمر حتى أوقات متأخرة من الليل.. مجتمع معتمد على تبادل الرأي, يسمع كل الآخر ويتقبل رأيه من منطلق مبدأ “الرأي والرأي الآخر”.. الجميع باستثناء نسبة صغيرة جدا لا تتجاوز 5% لديهم ثقافة سياسية كفيلة بأن تحميهم من الهجمات والحملات الإعلامية التي ينتهجها النظام الأمريكي في تمييع البلدان وتهيئة شعوبها لاستقبال جنودهم بالورود.

المجتمع اليمني ظل محصنا من هذه الهجمات، ما شكل عائقا رئيسيا أمام الاحتلال الغربي للأراضي اليمنية واستمرار سيطرتهم على الأنظمة العربية والتحكم بالقرارات السيادية للبلدان.. ومنذ بدء الربيع العربي 2011م الذي استطاعت دول الاستكبار النفاذ من خلاله إلى بعض البلدان العربية كمصر وليبيا، كما أنها جعلت منها وسيلة ضغط على دول الخليج التي تمتلك أرصدة مهولة في البنوك الدولية، فأخذت منها ما أخذت من أموال طائلة.

الواقع في اليمن غير.. إلا أنه ومنذ مارس 2015م..منذ بدء هجمات تحالف العدوان على اليمن ظهر يمنيون مؤيدون للعدوان انخدعوا بسهولة واختفت عنهم النباهة والدهاء وأصبحوا “سذجا” بغير بصيرة؛ حتى أنهم تحولوا من سياسيين مخضرمين في المقايل والاجتماعات العصرية إلى “سذج” في السياسة وأصبحوا يهيئون للاحتلال من حيث يشعرون ومن حيث لا يشعرون.

هؤلاء الذين يحملون من السذاجة ما يؤهلهم لأن يكونوا سفراء لدول العدوان يشاركون في قتل اليمنيين وفي تدمير البنية التحتية؛ لا يدركون حجم فداحة ما ينتهجونه وما يحملونه من غباء، أمثالهم يستثمر العدو سذاجتهم ويستمر في تمزيق الوحدة الوطنية الداخلية لتهيئة دخوله واحتلال البلاد كما عمل في المناطق التي يحتلها اليوم ويحاول اليوم عمل نفس الشيء في الساحل الغربي؛ وهنا نقف وقفة للتأمل وننظر ما يسطره الجيش واللجان الشعبية من انتصارات عظيمة كفيلة بأن تجعل هؤلاء السذج يراجعون حساباتهم قبل فوات الأوان.