مزبلة التاريخ.. وقيء الأمم
بقلم / العلامة سهل إبراهيم بن عقيل
ما كنا نحب أن نضع مثل هذا العنوان لهذا المقال لأنه في حد ذاته تعبير عن حقيقة مجردة في خيانة الأمة والعقيدة لأشخاص تربعوا على عروش أممهم ليكونوا الطعنة النجلاء في صدر هذه الأمم والجراح العميقة والأمراض الخبيثة إعاقة الطموح ومحاربة الحرية والاستقلال والتقدم في كل المجالات.
لكننا بحثنا بعمق من يستحق مثل هذا العنوان بجدارة ويحمله أمام العالم بفخر واستعلاء ولم نجد هؤلاء إلا أن يكونوا في الجزيرة العربية وفي العالم العربي والكثير من دول العالم الثالث وعلى رأسهم من يملكون المقدرات الهائلة ليعطوا بريقاً لامعاً لا يستطيع الإنسان من كثرة حسرته على الأمة العربية والإسلامية أن يتخيل أعمالهم فهم بحق “مزبلة التاريخ وقيء الأمم” .
فيا للهول!! ويا للمصيبة الدهماء أن يكون أمثال هؤلاء على ظهورنا يحكموننا ويتصرفون بمقدرات الأمة العربية والإسلامية ويجعلون طموحاتها وأحلامها تحت أقدام أعدائها وإن مثال ذلك ما يجري الآن بعد التفكير العميق والتحضير لعدة سنوات لتحقيق أكبر صفقة في تاريخ الأمة العربية والإسلامية هي ما تسمى بصفقة القرن.
وإن ذلك لن يكون أبداً مهما بلغ الضعف والاستكانة في الأمة العربية والإسلامية بل إنه الشرارة التي ستوقد ناراً لا يستطيعون إطفاءها هم ولا أسيادهم.
وإننا نقول بديهة دون بحث أو تمحيص ما جرى في اليمن قبل سنوات وسنوات من تحضير لإقامة هذه الصفقة عبر حكومات متتالية يعرفها المؤرخون اليمنيون والتي لم تحقق شيئاً في تداولها الحكم غير الذل والفقر وإهدار كل المقدرات ونهبها والتقدم شبراً والتأخر ميلاً.
وإن الهيكلة في جميع مناحي الحياة الإدارية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية والعسكرية التي عملوا لتحقيقها وكان أخرها قبل دخول صنعاء وعمران في سنة 2014م.
ونعرف جميعاً بما لا يقبل الشك ما حدث من حوادث فظيعة تقشعر لها الأبدان وخاصة منذ سنة 2011م وخاصة في هيكلة الجيش ووزارة الداخلية وما حدث في العرضي والمستشفى وكلية الشرطة والسجن المركزي وغيره وغيره وهذه نماذج صغيرة وما خفي كان أعظم.
وإنا لنصطلي بنار حشدت لها جيوش الأمم من كل بقعة في العالم.. ومنظمات التخريب التي يطول شرح أسمائها وخاصة تلك الجيوش التي تدعي العروبة والإسلام والتي يقودها ويحكمها حثالة العالم العربي والإسلامي.
وإننا في السنة الرابعة نرى الجثث المتفحمة للأطفال والنساء والرجال الأمنين في بيوتهم وتخريب كل المنشآت السكنية والمصانع والكباري والطرقات والمدارس والجامعات وإحراق المزارع والحصار الخانق حتى في لقمة العيش والقصف ليلاً ونهاراً من طائرات يقودها المومسات الإسرائيليات “الموساد”.
والعجب رغم كل ذلك أن يذهب حكام الحرمين الشريفين إلى كل دولة وإلى كل مكان لشراء المرتزقة من كل الأمم والبحث عمن يستطيع أن يبيع لهم قنبلة ذرية لالقائها على هذا الشعب المظلوم وهم يفتحون بابا كبيراً للحرية والتقدم في بناء دور السينما والمسارح بعد أن ترك الناس دور السينما واكتفوا بالتلفزيون وفي منتصف الليالي وآخرها يقرعون أبواب المساكن ليسمعوا من يتفرج على القنوات المناوئة لحكمهم الرشيد حتى يزجوا بهم في غياهب السجون.
وإننا لنعجب من تحقيق هذا الازدهار العظيم في هذه العقول والتي تسمى بالمواخير ونوادي القمار وإقامة الحفلات الفارهة التي يُصرف فيها الملايين وخاصة تلك الحفلة العظيمة التي أقامت العالم وأقعدته لأنها لم تحدث أبداً في كل الشعوب في تاريخها القديم ولا الحديث وبترليون دولار لسيد السادة العظماء المدعو ترامب رئيس الولايات المتحدة وخادم الحرمين الشريفين وكان يرقص مع جلالة الملك العظيم العرضة النجدية سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الميمون الذي لا يوجد مثله في التاريخ الحديث وكانت دموع المتفرجين تبلل ثيابهم ولحالهم من كثرة الفرح والابتهاج بهذا الحدث العظيم حتى آخر نفس لمن عنده شعور بالإنسانية والكرامة.
فلا تعجب من أعجب العجب.. وإنا لله وإنا إليه راجعون.