حصيلة جرائم العدوان على محافظة ذمار.(تقرير)
> مجازر مروعة بحق المدنيين وتدمير ممنهج للبنية التحتية
> المركز القانونيني للحقوق والتنمية:
– 122 شهيداً بينهم 26 طفل و امرأة
– تدميرمنازل على رؤوس ساكنيها .. إبادة أسرة
الفاطمي بالكامل
– تدمير 35 منشأة حكومية و 70 منزلاً وتضرر
175 أخرى
اعداد/عبدالقدوس طه
منذ انطلق العدوان السعودي على اليمن قبل نحو 8 أشهر وهو يصنع الماسي والفجائع باستهداف المدنيين وقتل الأبرياء وتدمير البنية التحتية وكل مقومات الحياة في جميع المحافظات اليمنية حيث لم تسلم أي محافظة من وحشية العدوان وجرائمه البشعة اسفرت عن سقوط عشرات الاف من الشهداء والجرحى وتدمير الاف من المنازل وتشريد ملايين من المدنيين ونتيجة الحصار واستمرار العدوان تفاقمت الكارثة الانسانية وأصبحت كثير من المحافظات منكوبة تنعدم فيها ادنى الاحتياجات الانسانية والخدمات الطبية للمرضى والمصابين.
صحيفة (الثورة) تنشر سلسلة ملفات جرائم العدوان في عموم المحافظات وتستعرض حجم الدمار الذي تعرضت له بالإضافة الى الدمار الذي طال المنشأت الحكومية ، والمجازر التي ارتكبتها طائرات العدوان ضد المدنيين وما خلفه من مأساة كارثية تعيشها اليوم جميع محافظات الجمهورية.
ونتناول في هذا الملف جرائم العدوان السعودي في محافظة ذمار والدمار الذي تعرضت له المحافظة جراء غارات العدوان المتواصلة استهدف العدوان المنشآت الخدمية ومحطات الوقود والكهرباء ومخازن الغذاء بالإضافة الى تدمير المراكز التعليمية والطرقات الرئيسية والمعالم الأثرية والمناطق السكنية ومخيمات الأعراس ، وجعل من هذه المحافظة تعيش وضعاً إنسانياً وصحياً غاية في الصعوبة.
وطبقا لمصادر طبية فإن المحافظة تعاني وضعاً صحياً في غاية الصعوبة على شفا انهيار في الأيام القامة ، في حال لم يتم تلافي هذه الكارثة ، بسبب نقص في الأدوية والكوادر المتخصصة وشحة المشتقات النفطية لتشغيل أجهزة المستشفيات والمراكز الصحية بالإضافة الى تضرر الأجهزة والمعدات الطبية وغرف العمليات جراء الغارات التي استهدفت المدينة وتواجه المحافظة صعوبة في تقديم الخدمات الطبية بالشكل المطلوب ، خاصة لمرضى الغسيل الكلوي وجرحى غارات العدوان.
من جهة أخرى رصد تقرير حقوقي صادر عن المركز القانوني للحقوق والتنمية حصلت عليه “الثورة” جرائم العدوان السعودي على محافظة ذمار من تاريخ 14 / 4/ 2015م ، حتى 16/10/2015م وطبقا للتقرير شن العدوان أكثر من 400 غارة على المحافظة استهدفت 10 مديريات وادت الى سقوط 264 بينهم 56 طفلاً و45 امرأة بين شهيد وجريح ، وبلغ إجمالي الشهداء 122 شهيداً بينهم 26 طفلاً و20 امرأة وجرح 142 مواطن بينهم 30 طفلاً و25 امرأة كما دمر العدوان ما يقارب 70 منزلاً تدميرا كاملاً وتضرر 175 منزلاً .
وحسب التقرير ارتكب العدوان 4 مجازر بشعة ضد المدنيين في المحافظة أسفرت عن سقوط العشرات من الشهداء وجرح العشرات في مجزرتين وسط مدينة ذمار ومجزرة في مديرية أنس ومجزرة استهدفت مخيم عرس في منطقة سنبان مديرية عنس.
وأشار التقرير إلى أن العدوان دمر 35 منشأة حكومية مدنية تمثلت في استراحة وسكن الاساتذة والمدرسين التابع لجامعة ذمار بالإضافة الى و2 كليات والمعهد الفني والتقني و3 مدارس و2 مجمعات حكومية ” مجمع حكومي في انس ، المجمع الحكومي في عتمة” ، و8 طرق عامة ، و4 ثلاجات مركزية خاصة بتبريد الفاكهة والمواد الغذائية والمياه والمثلجات ،و 3 خزانات وقود ،و 2 مضخات مياه ، و4 مولدات كهربائية.
ودمر العدوان الأستاد الرياضي والصالة المغلقة وكذا مخازن المؤسسة الاقتصادية في مديرية معبر ومخازن تبريد مخازن بذور البطاطس الهيئة العامة لمياة الريف ومخازنها وكذا مباني مكتب الزراعة بمديرية آنس.
كما استهدفت الغارات المتحف الإقليمي في منطقة هران وسط المدينة والذي يحوي على 12 ألف قطعة أثرية يعود تاريخها إلى العصر السبئي الحميري.
ودمر القصف الهمجي للعدوان مركز الرصد الزلزالي وسط المدينة ، ومن ضمن المنشآت التي دمرتها غارات تحالف في محافظة ذمار القاعدة الإدارية.
تقرير الرصد اليومي لجرائم العدوان
14/4/2015م تدمير الإستاد الرياضي ومدرسة الحرس وسط مدينة ذمار.
26/4/2015م إصابة امرأة وطفلة في محافظة ذمار نتيجة تدمير منازل أحد المدنيين.
6/5/2015م تدمير منازل المواطنين في محافظة ذمار ومدرسة 22 مايو ما أدى إلى سقوط (13) قتيلا بينهم طفلان، وجرح (23) شخصاً آخرين بينهم خمسة أطفال وامرأتان.
9/5/2015م تدمير حصن أثري في جبل ركف في منطقة بني أسد
21/5/2015م قتل (20) مدنياً بينهم (5) أطفال و(3) نساء وجرح (20) آخرين جراء قصف الطيران الحربي للسعودية وتحالفها على متحف ذمار التاريخي ومركز الرصد الزلزالي أدى إلى تدميرهما وتدمير مضخة للمياه وفندقاً وخمسة منازل للمدنيين وتدمير استراحة الجامعة تدميراً كلياً وتضرر سبعة منازل ومسجد العزيزي وتضرر مباني الجامعة والمعهد المهني وفرع شركة النفط بالمحافظة ومنشآت مدنية فيها أضرار متفاوتة.
23/5/2015م استهداف مدرسة الشرطة بغارة جوية، محافظة ذمار.
27/5/2015م شن الطيران السعودي عدة غارات على مقبرة العمودي وسط المدينة ونتج عنها مقتل المواطن فؤاد سبيع وجرح (4) آخرين.
4/6/2015م شن الطيران السعودي وتحالفه (10) غارات على أحياء متفرقة من المدينة كما قتل رجلان وامرأة وجرح (12) مدنياً بينهم (3) اطفال جراء قصف الطيران السعودي وتحالفه محيط مستشفى ذمار العام ووقوع أضرار مادية في المستشفى 3- طيران التحاف السعودي يقصف كلية المجتمع بغارتين أدى الى تدمير مباني الكلية
13/6/2015م قصف الطيران السعودي وتحالفه (6) غارات استهدفت جامعة ذمار وست غارات استهدفت كلية المجتمع أدت الى تدمير مباني الكلية بالإضافة إلى استهداف المعهد المهني التقني بعدة غارات.
13/6/2015م جرح (13) مدنياً جراء قصف الطيران السعودي وتحالفه على مبنى القاعدة الإدارية ومخازن التموين مما أدى الى تدميرها وسط المدينة وتضرر المنازل المجاورة كا قام الطيران السعودي وتحالفه باستهداف مخازن المؤسسة الاقتصادية بعدة غارات أدى الى تدمير كلي في مخازن قطاع التخزين والتبريد لبذور البطاطس التابعة للمؤسسة كلياً في منطقة معبر
28/6/2015م الطيران السعودي وتحالفه قصف بعدة غارات على منطقة ضيق الراعي في مديرية مغرب عنس .
2/7/2015م الطيران السعودي وتحالفه قصف بغارتين منطقة السويدان في ميفعة عنس
3/7/2015م قتل طفلان وهم أروى محمد البري 11سنة وأيمن علي صالح الأقمري 10سنوات جراء قصف الطيران السعودي وتحالفه مدينة ذمار استهدف أرضاً زراعية ومشروع مياه ذمار كما شن الطيران السعودي وتحالفه سلسلة من الغارات على منطقة وادي الملة في مديرية عنس
1/8/2015م الطيران السعودي وتحالفه قصف بـ(3) غارات استهدفت هناجر تابعة للمؤسسة الإقتصادية اليمنية بمنطقة ضاجر بمدينة معبر مما أدى إلى تدميرها .
15/8/2015م الطيران السعودي وتحالفه قصف بـ(3) غارات استهدفت المجمع الحكومي بمديرية عتمه دمرته كلياً كما قام الطيران السعودي وتحالفه قصف بغارة جوية استهدفت إحدى النقاط الأمنية بمديرية عتمة.
18/5/2015م الطيران السعودي وتحالفه قصف بغارتين مديرية عتمة
1-7/9/2015م الطيران السعودي وتحالفه قصف ب(3) غارات جوية استهدفت مخازن المؤسسة الاقتصادية بمدينة معبر كما قام الطيران السعودي وتحالفه ب(3) غارات قصف منطقة سامة بمديرية ميفعة عنس
15/9/2015م قتل (18) مدنياً وجرح (12) آخرين جراء قصف الطيران السعودي وتحالفه بغارتين استهدفت منازل مواطنين، (منزل المواطن أحمد المحنش ومنزل المواطن نبيل جحاف) مما أدى إلى تدميرها بالكامل في مديرية ضوران كما قام الطيران السعودي وتحالفه قصف بخمس غارات استهدفت منازل المواطنين وسط مدينة جبل الشرق بالإضلفة إلى قتل ستة مدنيين وجرح(8) آخرين جراء قصف الطيران السعودي وتحالفه بغارة جوية استهدفت منزل وزير العدل السابق أحمد عقبات بمنطقة خرشان جنوب مديرية معبر بالإضافة إلى إصابة ستة مدنيين جراء قصف الطيران السعودي وتحالفه بست غارات على منزل المواطن محمد بالغيث الحيدري نتج عنه تدمير 3 فلل و2 مولدات كهرباء ومضخات مياه وتدمير ثلاجات تبريد مركزية وتدمير 4 محلات تجارية و3 خزانات وقود في مدينة الشرق مديرية جبل الشرق.
17/9/2015م الطيران السعودي وتحالفه قصف بعدة غارات استهدفت مخازن تابعة لفرع الهيئة العامة لمياه الريف مخلفاً أضراراً بالغة بالمخازن وتضرر عدد من المنازل المجاورة في منطقة ذمار القرن كما قام الطيران السعودي وتحالفه قصف بعدة غارات استهدفت منطقة سامة.
– 20/92015م الطيران السعودي وتحالفه قصف بأربع غارات جوية استهدفت منطقة سامة مما أدى إلى تدمير وتضرر منازل المواطنين.
21/9/2015م الطيران السعودي وتحالفه قصف بغارة جوية استهدفت منطقة جبرة في مديرية الحدأ.
21/9/2015م الطيران السعودي وتحالفه قصف بغارة جوية استهدفت الطريق العام (الحد – صنعاء).
1- 25/9/2015م الطيران السعودي وتحالفة قصف ب(3) غارات جوية استهدفت مبان عسكرية ومسجداً دمرته كلياً كما قام الطيران السعودي وتحالفه قصف بعدة غارات جوية استهدفت منازل المواطنين في حيّ الأقصى وسط مدينة ذمار.
1/10/2015م الطيران السعودي وتحالفه قصف بغارتين جويتين مدرسة الإمام علي في منطقة غربان بمديرية المنار نتج عنه تدمير المدرسة وإصابة مدنيين.
3/10/2015م الطيران السعودي وتحالفه قصف بغارتين استهدفت مباني مكتب الزراعة بمدينة الشرق مما أدى إلى تدمير أحد المباني تدميراً كلياً وتضرر المباني المجاورة في مديرية جبل الشرق.
7/10/2015م قتل (49) مدنياً بينهم (22) طفلاً و(13) امرأة وجرح أكثر من (52) آخرين بينهم (18) طفلاً و(7) نساء جراء قصف الطيران السعودي وتحالفه بغارتين استهدفت حفل عرس في منطقة سنبان بمديرية عنس.
16/10/2015م قتل (3) مدنيين وجرح(7) آخرين جراء قصف الطيران السعودي وتحالفه ب(4)غارات جوية استهدفت منزل الشيخ يحيى الراعي أدى إلى تدمير المنزل تدميراً كلياً في منطقة رصابة في مديرية جهران كما قام الطيران السعودي وتحالفه قصف بغارة جوية استهدفت الخط العام الرابط بين مديرية المنار ومدينة ذمار في منطقة رصابة.
استهداف المعالم الأثرية
شنت طائرات العدوان السعودي على اليمن ، الخميس 21 مايو 2015م،عدة غارات استهدفت متحف ذمار الإقليمي الواقع في منطقة هران وسط المدينة.
وتسببت تلك الغارات في تدمير المتحف بشكل كامل وما يحتويه من آثار تاريخية ونقوش يمتد عمرها آلاف السنين.
ويعتبر متحف ذمار الإقليمي، المتحف الرئيس في المحافظة، حيث شيد عام 2002م ويتكون المتحف من دورين ، وخمس قاعات كبيرة لعرض الآثار والمخطوطات والموروث الشعبي ، إضافة إلى غرف مخصصة لتخزين القطع الأثرية ومعامل لترميم وصيانة وحفظ الآثار ومعامل للتصوير، وإنتاج النماذج التعليمية والوسائل السمعية والبصرية.
كما أصدر المركز القانوني للتنمية والحقوق 3 تقارير حول المجازر التي استهدفت المدنيين في المحافظة وتضمن التقرير إفادات للسكان المحليين وأقارب الضحايا والأطباء ، كما تضمن التقرير أسماء الضحايا والجرحى والأضرار التي طالت الممتلكات العامة والخاصة.
وفي هذا الصدد أكد المركز أن استهداف المدنيين والأحياء السكنية المدنية يعتبر من جرائم الحرب كونها من الحالات والأعيان المحمية باتفاقية جنيف الرابعة والبروتوكول الملحق بها، كما أن وقائع الانتهاك الذي قامت به قوات التحالف السعودي تشير إلى أن تلك الأعمال تمثل جريمة ضد الإنسانية .
وجدد المركز الدعوة للأمم المتحدة وكل الدول الحرة في العالم إلى الاضطلاع بدورها الإنساني والحقوقي في إيقاف وإدانة هذه الانتهاكات وفك الحصار قبل تحقق الكارثة الانسانية في اليمن
ودعا المركز المنظمات والهيئات الدولية فتح ملفات تحقيق وإرسال لجان للتحقيق في هذه الانتهاكات، كما يدعو المحكمة الجنائية الدولية بسرعة التحقيق في هذه الانتهاكات، وتقديم مرتكبيها للعدالة ومحاكمتهم، وحماية المدنيين واللاجئين والأطفال والنساء والمواقع المدنية.
مجزرة ذمار القرن
في صباح يوم الاربعاء الموافق 6\5\2015م استيقظ السكان في منطقة ذمار على أصوات غارات الطائرات الحربية السعودية وتحالفها، التي استهدفت عدة مناطق في المدنية حسب إفادات الشهود، بعض الغارات استهدفت منازل في حي (ذمار القرن) مما أدى إلى تدمير عدد منها وتضرر منازل أخرى بأضرار متفاوتة. كما استهدف القصف الشارع الرئيسي العام في المدينة الواصل بين مدينتي (صنعاء-تعز) أثناء مرور السيارات والمواطنين فيه، وأسفر عن سقوط ضحايا مدنيين وتدمير العديد من المنازل المجاورة بالإضافة الى تدمير مصنع للطوب (البُلك) بكافة محتوياته وتدمير شاحنة نوع (قلاب) وسيارة ودراجة نارية .
وأفاد الشهود بقولهم ((إنه في الساعة 8:15 ص من يوم الأربعاء6/5/2015م سمعوا عدداً من الانفجارات المتتابعة التي دوت بصوت هائل في أرجاء الحي، على إثرها سارعوا إلى مكان الانفجارات وشاهدوا مصنع الطوب بلك قد تضرر وسقط صاحبه شهيداً، وكانت بجواره ابنته التي لا يتجاوز عمرها العامين وقد نجت بأعجوبة، كما شاهدوا أجساد عدد من الضحايا ملقاة في الشارع، بعضهم تم انتشالهم من تحت أنقاض منازلهم التي دُمرت على رؤوسهم، وقاموا بإسعاف العشرات منهم ممن لم يتعرفوا على ملامحهم إلى مستشفى ذمار العام)) .
أفاد مدير مكتب الصحة بالمحافظة الدكتورمحمد الجماحي أن حصيلة القتلى والجرحى بلغت (10) قتلى بينهم طفلان وامرأة، و(23) جريحا، لافتاً إلى أن القتلى والجرحى تم توزيعهم على مستشفيات أخرى في المدينة، وأن المستشفيات تعاني من نقص حاد في الدواء والكهرباء والديزل، وأن الحالة الصحية مأساوية نتيجة الحصار، وقد هب عشرات المواطنين إلى تلك المستشفيات من تلقاء أنفسهم للتبرع بالدم.
ضحايا واضرار القصف
– الضحايا:وثق المركز القانوني ما خلّفه القصف من ضحايا بشرية وأضرار حيث كانت حصيلته (10) قتلى بينهم طفلان و(23) مصاباً مدنياً أصيبوا بجروح متفاوتة وبعضها حرجة.
– الأضرار: أسفرت غارات القصف عن تدمير (6) منازل دُمرت بشكل كامل، بالإضافة إلى تضرر نحو (11) منزلاً أخراً بأضرار متفاوتة، و تدمير مصنع “البُلك” بكامل محتوياته، وتحطم شاحنة نوع “قلاب” و”سيارة” ودراجة نارية.
مجزرة هران وحي الروم
في مساء يوم الأحد ما بين الساعات 4-6 بتاريخ 21 /5/2015 م شن سلاح الجو الحربي التابع السعودي وتحالفها هجوماً جوياً بأكثر من تسع غارات استهدفت بها عدة مناطق في أحياء مدنية كالتالي:
1- (حي روما القديمة) في وسط مدينة ذمار استهدف القصف هذا الحي السكني المكتظ بالمدنيين ونتج عنه سقوط (9) شهداء هم عبارة عن خمسة أطفال وثلاث نساء ورجل، وأصيب ما لا يقل عن (12) مدنياً بينهم طفلة وأربع نساء، ومن ضمن الضحايا أسرة أُبيدت بالكامل تدعى أسرة الفاطمي,كما تضررت العديد من المنازل في الحي.
2- في منطقة جبل هران السياحي استهدف القصف منازل مواطنين فيها وهو ما أسفر عن مقتل (11) مدنياً وجرح سبعة آخرين.
3- في منطقة هران أيضاً قصفت الطائرات الحربية للسعودية وتحالفها مبنى مركز الرصد الزلزالي الوحيد في اليمن، وهو مبنى جديد ويحتوي على أحدث أجهزة الرصد الزلزالي، ووجوده يعتبر ضرورة ملحة للمناطق الجبلية ذات النشاط الزلزالي في وسط اليمن، وقد تم تدميره كلياً وهو ما قد يتسبب في وقوع كارثة إنسانية لعدم التمكن من رصد الزلازل وتنبيه السكان قبل حدوثها، كما دمر القصف فندقاً ومنتزهاً سياحياً في جبل هران وأوقع عدداً من النزلاء المدنيين بين قتلى وجرحى، كما قصف سلاح الجو الحربي التابع للسعودية وتحالفها حديقة هران التي كان بها العديد من الزائرين الذين ذعروا بسبب القصف.
4- كما دمر القصف مبنى متحف ذمار الإقليمي الذي يحوي العديد من القطع الأثرية النادرة التي يعود عمر بعضها إلى ألفي عام قبل الميلاد. ومع أن هذه الآثار والمنشآت محمية بالقانون الدولي الذي منه اتفاقية لاهاي والبروتوكول الملحق باتفاقيات جنيف، إلا أن كل ذلك لم يمنع قوات السعودية وحلفائها من استهدافها وتدميرها في خرق واضح لكل القوانين والاتفاقيات والمواثيق الدولية.
5- استراحة جامعة ذمار كانت أيضاً هدفاً لقصف الطائرات وهو ما أدى إلى تدميرها وتضرر مباني الجامعة بشكل كبير, وكذلك تدمير المعهد المهني في منطقة تُسمى “الدرب” شمال المدينة بالقرب من جامعة ذمار.
إفادات من الضحايا
– علي بن علي محسن فلاح الفاطمي (45 عاماً) الناجي الوحيد من عائلته المكونة من (10) أفراد التي توفيت بسبب القصف، تحدث إلينا قائلاً: “عند حوالي الساعة الرابعة والنصف من مساء يوم الاحد 21/5/2015م الدامي كنت خارج منزلي الكائن في (حي روما القديمة) فشاهدت الطيران يستهدف الحي وإذ بأحجار المنزل تتطاير في الهواء من شدة الانفجار. كانت عائلتي بأكملها في الداخل خمسة منهم أطفال وثلاث نساء وابني الشاب محمد جميعهم استهدفوا في القصف، المنزل دُمر وانتهت عائلتي بأكملها, لا أدري ما سبب استهداف منزلي فلم يكن موقعاً عسكرياً ولا يوجد به أو بالقرب منه أي مسلحين، المنطقة بأكملها منطقة سكنية مدنية، ماذا صنعنا بهم؟! أمسيت بلا عائلة وبلا مأوى، حالتي النفسية لا توصف, وأشعر أن حياتي انتهت إلى هنا، كل ما كنت أملكه في هذه الحياة انتهى بلحظة واحدة” .. ثم توقف عن الكلام وانهمر الدمع من عينيه، – حالة مؤسفة- استأذنا منه وتركناه يكابد آلامه وأوجاعه..
– حسين إسماعيل راوية يبلغ من العمر (15 عاماُ) أخبرنا أنه كان يتمشى في حديقة هران الترفيهية وكانت الطائرات تحلق في سماء المدينة، وفجأة ضربت بصواريخ على المتحف وعلى الحديقة وعلى جبل هران وأدى ذلك إلى إصابته بعدة شظايا، المتحف دُمر والجميع أصيبوا بالذُعر وهربوا من الحديقة، الأطفال كانوا مفزوعين.
– بشار أمين دارس يبلغ من العمر (20 عاماً) افاد أيضاَ بأنه جرى القصف على المباني الموجودة في جبل هران أثناء تواجده في المنطقة، منها مبنى الرصد الزلزالي ومتحف ذمار الإقليمي، وقد وأصيب هو بعدة شظايا.
شهود عيان
– أفادنا شهود عيان من ضمنهم الشاهد صالح محمد العزي الذي يبلغ من العمر (25) عاماً بأنه تم الضرب على استراحة الجامعة الأمر الذي أدى إلى الإضرار بكل ممتلكاته الشخصية التي كانت مجاورة لفناء الحرم الجامعي وأنه شاهد سيارات تحطمت وكذلك مبنى الاستراحة تم تدميره.
? خمسة من شهود العيان أخبرونا بأنهم سمعوا صوت طائرات السعودية وتحالفها وبعدها سمعوا أصوات انفجارات هائلة وشاهدوا ألسنة اللهب والدخان تتصاعد من منطقة هران وكذلك من مدينة ذمار القديمة (حارة روما القديمة) وأنهم عقب ذلك هرعوا إلى الحي السكني وشاهدوا عدداً من المنازل دُمرت بالكامل على رؤوس ساكنيها، ومن هذه المساكن منزل علي علي الفاطمي الذي تم تدميره على رؤوس جميع أفراد الأسرة الذين تم انتشالهم من تحت الأنقاض وكان بينهم خمسة أطفال.
سنبان جريمة مروعة
صباح يوم الخميس الموافق 8/10/2015م زارالمركز القانوني قرية سنبان وشاهد الدمار والخراب الذي خلفه القصف في منزل محمد صالح غوبة (منزل العرس) وشاهد الجثث المحترقة والمتفحمة، ووثق استمرار الحاضرين في البحث تحت الأنقاض عن جثث الضحايا وانتشال أشلاء وجثث متفحمة ومحترقة وممزقة أفادات شهود.
محمد علي العاقل السنباني البالغ من العمر 40 عاماً – أحد شهود العيان روى لنا بعضاً من تفاصيل هذه الفاجعة الكبرى قائلاً أنه كان مع أولاده في منزله الذي يبعد عن منزل العرس بنصف كيلومتر تقريباً، وفي حوالي العاشرة ليلاً سمع صوت سقوط الصاروخ وانفجاره الذي اهتز له منزله أيضاً وأصيب وأولاده بخوف وذعر شديد وخرج من منزله مباشرة وشاهد ألسنة النيران ترتفع من خيمة الضيوف ومنزل العرس والغبار والأدخنة تغطي سماء القرية، وسمع صوت تحليق الطائرة ومناداة بعض الأهالي بعدم الاقتراب من المنزل خشية قصف الطائرات مرة أخرى على المنزل، وأثناء استمرار تحليق الطائرات هرع الشاهد مع آخرين لإنقاذ وإسعاف من كتبت له الحياة، وما إن وصل إلى منزل حفل الزفاف حتى شاهد منظراً أرعبه أكثر من زمجرة الطائرات الحربية. قال الشاهد: “شاهدت ما لم يسبق لي مشاهدته في حياتي، النار تلتهم كل ما في المنزل والخيام، وشاهدت أطفالاً ونساءً تحترق أجسامهم, البعض منها تفحم وركام المنزل سقط فوق ضيوف حفل الزفاف، شاهدت العرسان الثلاثة والدماء تلطخ ملابس عرسهم، أحدهم شاهدته وجثته قد احترقت، حاولنا انتشال الضيوف من تحت الأنقاض، لم نخرج أحداً منهم حياً من تحت الأنقاض، وجدت أجساماً ممزقة، البعض لم يعد لها أيدي والبعض تقطعت أرجلهم وجثث شاهدتها بلا رأس، جثث أخرى لم نعرف صاحبها فالنيران التهمت كل من كنا نعرفه منهم، تعرف أهاليهم عليهم بصعوبة، أخرجنا الجثث والأشلاء إلى مكان قريب من المنزل والبعض قام بإسعاف من أصيب بشظايا واستمرينا في انتشال الجثث وإسعاف الجرحى طيلة ليلة ذلك اليوم، وطيلة صباح يوم الخميس كما تشاهدونه بأعينكم”.
أكد الشاهد أيضاً أن من فارق الحياة وتم انتشاله من ضيوف حفل الزفاف هم أكثر من خمسين ضيفاً من أهالي العروسين، حتى والدي العرسان لقيا حتفهما في هذا القصف، وأن النساء اللاتي حضرن مع العرائس وعددهن (17) امرأة قتلت (7) منهن تحت الأنقاض والباقي أصبن بشظايا وهن من قرية خربة السيد، كما توفيت إحدى العرائس ابنة علي عبدربه المصري زوجة أيمن والتي دُفنت بثوب زفافها، وذُبح بالشظايا أربعة شباب كانوا يساعدون الطباخ في تجهيز وليمة العرس، ونظراً لكثرة عدد الجرحى والمصابين والذين لم يستطع مستشفى ذمار استقبالهم فقد أسعف البعض منهم إلى محافظة إب وآخرين إلى محافظة صنعاء، شاهدنا الدموع تنهمر من مقلتيّ الشاهد رغماً عنه بعد أن اغرورقت عيناه.
الشاب/ حسام خالد السنباني البالغ من العمر 19 عاماً، أحد الناجين من القصف حكى لنا جزءاً آخر من تفاصيل هذه المأساة الإنسانية فقال لنا: “لقد كان أهالي القرية والحاضرين والضيوف من أهالي العرسان وممن حضر مع العرائس الثلاث يعيشون أسعد لحظات حياتهم بزفاف أبنائهم أصدقائي أيمن ومؤيد وعبدالرحمن وأثناء زفاف أصدقائي ودخول كل منهم إلى عروسته، أطلقت الطائرات السعودية صواريخها على منزل العرس المكتظ بالضيوف من النساء والأطفال والرجال، أحد الصواريخ سقط فوق المنزل الذي كنت في بوابة حوشه والآخر سقط على الخيمتين، واندلعت النيران ولم استطع الرؤية بسبب الغبار والأدخنة التي ملأت الأجواء، وما هي إلا لحظات حتى التهمت فيها النيران كل ما لم تستطع الصواريخ التهامه في المنزل والخيام، وشاهدت الأهالي يهرعون من منازلهم للإنقاذ والإسعاف، وشاهدت أجساداً ممزقة وجثثاً متفحمة للأطفال والنساء والرجال، هالتني تلك المشاهد فوقفت في مكاني لا أحرك أي ساكن، ولهول ما رأيت تم إسعافي مع الجرحى ولم استوعب ما حصل حتى اللحظة، لقد نغصت السعودية وتحالفها أفراحنا وأدخلت الحزن إلى كل بيت في القرية، حتى قرية العرائس أصابها الحزن وشاطرتنا الألم، فقد استشهدت إحدى العرائس وأصيبت العروستان، أحداهما فقدت عروسها قبل أن تشاهده ويشاهدها، إنها عروسة عبدالرحمن – رحمه الله – أما أيمن فقد أصبح بلا زوجة في أول ساعة من حياته الزوجية، لقد أصبحت العروسة أرملة في أول ساعة من حفل زفافها.