طهران تنفي شائعات وجود أزمة في العملات الأجنبية وتحمل واشنطن المسؤولية
نفت طهران على لسان الرئيس الإيراني حسن روحاني اليوم الثلاثاء شائعات عن وجود أزمة في العملات الأجنبية ببلاده، مؤكدة في نفس الوقت أنّ بلاده في حالة حرب اقتصادية مع الولايات المتحدة الأمريكية فيما حملت الحكومة الإيرانية واشنطن مسئولية أزمة عملتها المحلية، وسط احتجاجات تدعو الحكومة لضبط انفلاتات سعر العملة وسوقها.
ونقلت وكالة الإعلام الإيرانية عن روحاني قوله في كلمة ألقاها خلال حضوره اجتماعا للهيئة القضائية في إيران إنّ الإدارة الأمريكية تستهدف بلاده اقتصادياً موضحا أن الولايات المتحدة الأمريكية عدو يسعى جاهدا لتوجيه ضربة قوية للاقتصاد الإيراني .
وطمأن الرئيس الإيراني شعبه بشأن ارتفاع أسعار صرف العملات الأجنبية مقابل الريال الإيراني، قائلا لدينا المخزون الكافي من العملات الأجنبية لمواجهة هذا الارتفاع، وعلى شعبنا أن يكون مستريحاً في هذا الخصوص، نافيا شائعات وجود أزمة في العملات الأجنبية ببلاده.
وفي السياق وجه روحاني نداءً إلى نحو 6 ملايين مواطن إيراني يعيشون في الخارج، دعاهم فيه للعودة إلى بلادهم والاستثمار فيها.
الحكومة الإيرانية بدورها حملت واشنطن مسؤولية زعزعة استقرار العملة موضحة أن ترامب يشن حربا اقتصادية على العالم برمته” ومؤكدة في نفس الوقت“التمسك بالمقاومة في مواجهة أمريكا”.
ونقلت وكالة أنباء “فارس” الإيرانية عن محمد باقر نوبخت المتحدث باسم الحكومة الإيرانية القول إن “الشعب يدرك تماما أن الحكومة ليست هي السبب في زعزعة استقرار العملة وإنما المخططات الأمريكية.
وأضاف أن “الحكومة وضعت سعرا مناسبا للدولار الأمريكي يتمثل بـ 42000 ريال للدولار الواحد”، وأنها تعمل على تقوية العملة الوطنية، ودعا في الوقت نفسه إلى “دعم وطني” لمواجهة المساعي الأمريكية لتشديد الضغوط على إيران من خلال فرض العقوبات.
هذا وعقد مجلس الشورى الإسلامي الإيراني، في وقت سابق اليوم، جلسة غير علنية لدراسة الأوضاع الاقتصادية، قبيل دخول حزمة عقوبات أمريكية ضد طهران حيز التنفيذ، في يوليو المقبل.
ويرى مراقبون أن إيران تواجه تحديات ومشكلات اقتصادية كبيرة، بسبب العقوبات الاقتصادية الأمريكية المرتقبة على خلفية برنامجها النووي والصاروخي، وارتفاع معدلات البطالة وسعر الصرف.
ويعاني تجار ومستوردو إيران من صعوبة الحصول على النقد الأجنبي، اللازم لدفع فاتورة الواردات من الخارج، بسبب شح النقد الأجنبي ،فيما قامت سوق طهران المركزية وسط العاصمة يوم أمس الاثنين، بعمل إضراب احتجاجا على الأسعار المتقلبة للعملة الصعبة، داعية الحكومة إلى ضبط أي انفلاتات لسعر العملة وسوقها.
يأتي ذلك بعد أن سجل سعر صرف الدولار، أكثر من 88 ألف ريال في السوق الموازية (السوداء)، مقابل قرابة 42.7 ألفا في السوق الرسمية وسط ارتقاب حزمة من العقوبات الأمريكية، حيز التنفيذ، ضد إيران، وسط توقعات بانخفاض أكبر في سعر العملة المحلية، وكذلك وسط شح كبير في المعروض من العملات الأجنبية.
ويتعرض الريال الإيراني لضغوط شديدة منذ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران، حيث هوت العملة في السوق غير الرسمية إلى 90 ألف ريال مقابل 87 ألفا يوم أمس الأول الأحد.
إلى ذلك يرى مراقبون أن إيران، ستواجه تحديات ومشكلات اقتصادية بسبب العقوبات الاقتصادية الأمريكية المرتقبة على خلفية برنامجها النووي والصاروخي، وارتفاع معدلات البطالة وسعر الصرف إلا أن الكثير من المراقبين يرون التجربة الإيرانية والواقع الاقتصادي القوى لإيران إضافة إلى الاستعدادات الاستراتيجية الإيرانية التخطيطية والبديلة أقوى من أي وقت مضى الأمر الذي سيجعل إيران حكومة وشعبا ومؤسسات قادرة على مواجهة مشكلاتها الاقتصادية بل وتجاوزها.