الخبر وما وراء الخبر

الأمريكيون لا يتحركون إلا والذرائع أمامهم.

64

هكذا نقول؛ لأننا لا نفهم شيئاً، هذه مشكلتنا لا نفهم إلا السطحيات، الحج عبادة مهمة، لها علاقتها الكبيرة بوحدة الأمة، لها علاقتها الكبيرة بتأهيل الأمة لمواجهة أعدائها من اليهود والنصارى.

عبادة مهمة إنما عطلها آل سعود، وعطلها اليهود والنصارى ولم يكتفوا بما يعمله آل سعود، القضية عندهم خطيرة جداً إذا كانت القضية كبيرة جداً عندهم هم لا يثقون بعملائهم ولا بأصدقائهم، مهما كنت صديقا ربما يظهر أحد فيحصل كما حصل في إيران، ربما يظهر أحد يسيطر على المنطقة هذه ثم تفلت من أيدينا، يَرون أن عليهم أن يسيطروا مباشرة، لم يعودوا يثقون بعملائهم أبداً، هم يتنكرون لعملائهم ويضربونهم في الأخير متى ما اقتضت سياستهم أن يتخذوا موقفاً منهم يعملون تبريرات كثيرة وكلاماً كثيراً ضدك وأنت كنت صديقهم، هكذا يصبح الحال لدينا في اليمن حتى تصبح إنساناً يستعجل الناسُ أن تُضرَب،

هكذا يعمل اليهود استطاعوا في أعمالهم معنا نحن المسلمين يعملون دعاية على أي أحد منا دعاية دعاية، قالوا بيحركوا سفنهم من هناك حتى أصبحنا عجالين أكثر منهم على أن يضرب هذا البلد أو ذاك.

الآن لو يقولون إنهم يريدون أن يضربوا العراق فنحن سنبقى قلقين نريد أن يضربوا العراق، استطاعوا أن يروضونا حتى أننا نصبح أعجل منهم على ضربهم لبعضنا.

يوم قالوا يريدون أن يضربوا أفغانستان، قالوا لا زالت سفنهم هناك وحركتهم بطيه فكلنا عجالين نريد أن يضربوا أفغانستان من أجل أن نتفرج وبس، هكذا سيصبح الحال لدينا في اليمن.

نحن نحمل نفوساً قد ضاعت وضلت، قد خُذلنا – والله أعلم – من قِبل الله، لم يعد تفكيرنا مستقيم،لم تعد آراؤنا صحيحة، لم يعد فهمنا للدين صحيح، لم يعد شيئاً لدينا صحيح. – أقول هذا حقيقة لكم – أصبحت الأمور لدينا غريبة جداً، وأصبح من يصنع الرأي العام لدينا من يصنع ثقافتنا من نردد كلامهم هم اليهود.

عندما أقول لك عن وجود الأمريكيين: هم دخلوا بجنود وأسلحة إلى اليمن، هم ماذا يريدون أن يعملوا؟. هم يشكلون خطورة على اليمن فتقول لي: لا. هم جاءوا من أجل أن يحاربوا الإرهاب ويساعدوا الدولة اليمنية في محاربة الإرهاب. ألست هنا تقبل كلام اليهود أكثر مما تقبل كلامي، وأنت تسمع أنهم دخلوا بشكل عساكر ومعهم أسلحة وسفن حربيه قريبة من الساحل، أهكذا يعمل الناس الذين يقدمون خدمة؟ وهل تَعَوَّد الأمريكيون على أن يقدموا خدمة لأي أحد من الناس؟!.

إذا كانوا يريدون أن يقدموا خدمة لماذا لا يقدمون خدمة للفلسطينيين فيفكو عنهم هذا الظلم الرهيب الذي تمارسه إسرائيل ضدهم؟. لماذا لا نقول هكذا لأنفسنا؟. أنتم أيها الأمريكيون تريدون أن تقدموا لنا خدمة مما يدلنا على أنكم كاذبون أنكم لو كنتم تريدون أن تقدموا خدمة لأحد لقدمتم خدمة للفلسطينيين المساكين الذين يُذبحون كل يوم على أيدي الإسرائيليين وتدمر بيوتهم وتدمر مزارعهم.

أم أنهم يحبون اليمنيين أكثر؟. هل هم يحبونا هل هم – فعلاً – همهم أن يقدموا لنا خدمة؟ وأنه أزعجهم جداً أن هناك ثلاثة إرهابيين، أزعجهم جداً هذا؛ لأن الرئيس قال: (ونحن عانينا من الإرهاب). فقالوا: ابشر بنا نحن سنأتي لنساعدك على أساس ألا تعاني لا أنت ولا الأحباب في اليمن، نحن نحبكم والله يقول: {هَا أَنْتُمْ أُولاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ}(آل عمران: من الآية119) {مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ}(البقرة: من الآية105) {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا}(المائدة: من الآية82) هكذا يقول الله عنهم أنهم أعداء, وأنهم لا يحبوننا, وأنهم يعضوا أناملهم من الغيظ حنقاً وحقداً علينا, ثم نعتقد بغبائنا أنهم جاءوا ليقدموا خدمة لنا.!

وعندما تتحدث مع الناس عن الحقيقة تجد أن التبرير الذي قدموه هم مقبول أكثر من كلام أي شخص من علمائنا. يقال: لا، هم قالوا جاءوا ليكافحوا الإرهاب، من أجل ألا نعاني من الإرهاب، وهم دخلوا بأسلحتهم.

إذا لا بأس بهذا افترض أنك لم تفهم إذاً افترض كم سيبقون وهم يريدون أن يكافحوا الإرهاب؟. إحسب لهم سنة على أطول شيء إحسب لهم سنة. أليس في خلال سنة يمكنهم أن يكافحوا الإرهاب ثم يعودوا؟. إذاً انتظروا بعد سنه هل سيرحلون؟. هل سيغادرون؟. أم أنكم سترون أشياء أخرى، وسترون إرهاباً آخر. هم سيصنعون إرهاباً هم سيفجرون على أنفسهم، ويفجرون على أشياء قريبه من حولهم، وحتى إذا ما أرادوا أن يضربوك سيجعلون أحداً من أفراد القاعدة يزور منطقتك ثم يقولون: إذاً عندك واحد من القاعدة أنتم في بلادكم واحد من القاعدة أكيد, إذاً أنتم تدعمون الإرهاب.

القاعدة الذين قالوا إنهم ضربوها في أفغانستان اتضح أنهم لم يضربوهم وأنهم ما زالوا بخير؛ لأنهم بحاجة إليهم ليوزعوهم فيما بعد.

تكلم الرئيس ذات مرة كلاماً مضحكاً عندما سألوه عن أسامة كيف إذا جاء إلى اليمن؟. قال: “أنتم حاولوا أن لا يجيء، حاولوا وأنتم عدة دول أن تمسكوه لا يخرج، تستطيعوا” هو خائف أنهم سيوصلون أسامة إلى اليمن هم، سيحاولون أن يوصلوا أسامة إلى اليمن ثم يقولون: هه أسامة، إذاً له علاقة باليمن هذا اليمن منبع الإرهاب. ثم يضربونهم.

منطقة معيَّنة أنت تقول: لسنا إرهابيين ونحن لا نفعل شيئا ولم نتكلم – والله – بكلمة. فيقال: هم معهم أفراد من القاعدة. أفراد القاعدة قد توزعوا على خمسين دولة. أين هم الذين قتلوهم من طالبان والقاعدة؟. لم يقتلوهم لأنهم بحاجة إليهم بحاجه إلى أسامة وهم أصدقاء، هم أحرص على حياة أسامة منا جميعاً، هم بحاجة إلى أسامة، لو أمكن أن يطبعوا على أسامة نسخ كثيرة لو أمكن أن يطبعوا على أسامة الكثير لعملوا؛ لأنهم سيحتاجونه فيما بعد، هم قالوا لعلي عبد الله: هناك أفراد من القاعدة،

قالت بعض الصحف بأنهم قتلوا يمني في أمريكا؛ لأن في أوراقه اسم القاعدة – تلك المدينة اليمنية المعروفة – وأنهم يستجْوِبُون يمنيين في أمريكا؛ لأن في وثائقهم (من مواليد القاعدة) وأنهم كانوا في القاعدة. يعني هم من قاعدة ابن لادن من أصحاب ابن لادن هكذا يخادعون، هكذا يضللون ونحن بعد لم نفهم شيئاً، ومن فهم يعتبر القضية عادية.

نحن نقول للناس: يجب علينا، يجب علينا أن يكون لنا مواقف أولاً لنفك عن أنفسنا الذلة والسخط الإلهي، هناك ذله إلهية هناك ذلة إلهيه – فيما أعتقد – قد ضربت علينا نحن وعلماؤنا، نحن زعمائنا الكل قد ضربت عليهم ذلة. يجب أن يكون لنا موقف في مواجهة هؤلاء حتى نرضي الله سبحانه وتعالى عنا، وأقل موقف هو أن تردد هذا الشعار بعد صلاة الجمعة حتى يعرف الأمريكيون أن هناك من يكرههم وهناك من يسخط عليهم،
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

وحتى لا تكون لا شيء في الحياة، حتى لا تكون ميت الأحياء يتحرك اليهود والنصارى فيملئون بحر الدنيا وبرها وأنت المسلم لا ترفع حتى ولا كلمة ضدهم وأنت من كان يجب أن تحتل تلك المواقع التي هم فيها.

إذا لم نردد هذا الشعار واللهُ في القرآن الكريم قد أمر بما هو أقل من هذا لإرهاب أعدائه وأعدائنا وهو (رباط الخيل) في قوله تعالى {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ} (الأنفال: من الآية60) هل نزلت هذه الآية وكان المسلمون قد أصبح لهم حدود يرابطون عليها مع مناطق أخرى؟. بل معناه اعملوا على أن تظهروا أنفسكم أمام أعداءكم برباط الخيل عند بيوتكم أن هناك خيل لديكم، أي أنكم مستعدون للقتال فعندما يأتي أحد المشركين فيرى عند بيت هذا خيلاً، ويرى عند بيت الآخر خيلاً، سيرى أن هذه أمة مجاهدة معدين أنفسهم، وهذا يرهبهم.

إذا لم يكن لديك تفكير بأن تبحث عما ترهب به أعداء الله، أو أن يقال لك هذا شئ بالتأكيد يرهب أعداء الله ثم لا تعمله وهو شيء سهل جداً أن تقوله ثم لا تقوله فاعلم بأنه لم يعد لديك ذرة من إيمان ولا ذرة من إباء، وأنك تائه كما تاه بنو إسرائيل من قبلك.

[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

(لاعذر للجميع أمام الله)

ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي / رضوان الله عليه.

بتاريخ: 21/12/1422ه‍

اليمن – صعدة.