الخبر وما وراء الخبر

قرين القرآن

59

 

بقلم/ حليمة الوادعي .

كان قوي البنية , عريض المنكبين , لا يتبين عضده من ساعدة , حسن الوجه , واضح البشاشة , منحه الله من القوة ما تميز به على غيره من الناس , اكتملت فيه الصفات الخلقية و الخلقية , وكلما نظر الإنسان إلى شخصيته ومثاليتها الفريدة ازداد إعجابا و حباً و اتباعا.

هو ابن مكة ومنى , ابن زمزم والصفا , هو أخو من حمل الركن بأطراف الردا , هو من ضرب بين يدي رسول الله بسيفين , و طعن برمحين , و هاجر الهجرتين , وبايع البيعتين, وقاتل ببدر وحنين , ولم يكفر بالله طرفة عين .

فمن يكون ؟

علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم , أخو الرسول عليه وعلى آله الصلاة والسلام وابن عمه , تربى على يد أمهر الأساتذة و أكملهم فكان الإسلام مدرسة علي عليه السلام , وكان رسول الله محمد صلوات الله عليه وعلى آله معلمه ومربيه , فتح عينيه للنور , رأى نور رسول الله محمد, ومنذ عرف الكمال عرفه في رسول الله محمد صلوات الله عليه وعلى آله وتعاليمه الساميه.

همه رفع رايه الإسلام والمسلمين , سعى الى ارشاد الناس الى المسيرة المحمديه , جاهد بنفسه وماله فكان قدوة للمؤمنين , قاتل المعتدين ورفض المستكبرين فازداد حباً في قلوب الفقراء والمستضعفين , شارك مع الرسول صلوات الله عليه وعلى آله في أغلب الغزوات فنكل باعداء الرسالة والأمه حتى عرف بالسابقين .

و في التاسع عشر من شهر رمضان من عام ٤٠ هجرية استشهد الإمام علي عليه السلام , سقط شهيداً في عاصمه دولته, في باب محرابه, في فناء مسجده, وسط هذه الإمه, وبسيف محسوب على هذه الإمه, فكانت مأساة للأمه , مأساة للدين , مأساة للبشرية , مأساة تفرض علينا أن نحزن لها هذا العصر وكل عصر , وكيف لا نحزن والرسول صلوات عليه وعلى آله قد قال في حديث إن ذلك الذي يقتل الإمام علي هو أشقى الأمة , جلب الشقاء على هذه الإمه من ذلك الزمن الى اليوم.

رحل الإمام علي عليه السلام بفضله, بمقامه, بسبقه, بكماله,بعنائه الكبير, وجهاده المستمر المرير في سبيل إعلاء كلمة الله, تحت راية رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله , رحل وفارق الحياة الدنيا ليعيش حياة أبديه بجوار أخيه وحبيب قلبه ومعلمه محمد عليه وعلى آله الصلاة والسلام.