معركة الحديدة.. إعلام العدوان لن يغير معركة الأرض
بقلم / محمد الحاضري
منذ ثلاث سنوات والشعب اليمني يواجه حرب إعلامية لا تقل ضراوة عن الحرب العسكرية والاقتصادية المفروضة عليه من قبل أمريكا وأدواتها في المنطقة السعودية والامارات.
لحرب العدوان الإعلامية عدة أوجه ابتداءً من تشويه الإنسان اليمني وإظهاره بمظهر المتخلف بهدف هز ثقته بنفسه، ومرورا بتحميل القوى الوطنية مسؤولية الحرب وتردي الأوضاع الاقتصادية التي فرضها العدوان، بهدف تأليب الناس وإثارته على من يواجه العدوان.
وللحرب الإعلامية وجه آخر استخدمته أمريكا إبان حرب العراق، وكلنا نذكر عندما وصلت القوات الأمريكية مشارف بغداد، حيث كان العراق يهدف لمقاومة “العلوج” على أسوار بغداد، حينها جميع وسائل الأعلام تحدثت دفعة واحدة “سقطت بغداد” وهو ما أدى إلى إرباك الوضع العراقي وبالتالي سقوط بغداد بالفعل دون أدنى مقاومة.
حاولت أمريكا وأدواتها استخدام سلاح التهويل الاعلامي وتسويق الانتصارات الوهمية في اليمن لكن النتيجة كانت عكسية، فقد فشلت في صنعاء قبل أكثر من عامين حين حصل اختراق في جبهة نهم، وتكررت المحاولة ابان فترة الثاني من ديسمبر الفائت مع مليشيات الخيانة وحين انقشع غبار المعركة اكتشف الجميع أن انتصارات أدوات العدوان لم تكن إلا فقاعات إعلامية.
قبل اسابيع قليلة سوق الاعلام انتصارات وهمية في صعدة حتى أنه قال لم يبق لسقوط صعدة إلا بضعة كيلو مترات، وإلى اليوم انقطعت الأخبار عن تلك القوات ولا نعلم حتى الآن أين ذهبت تلك القوت وأين اختفت، حتى أن القنوات الاخبارية التابعة للعدوان نسيت أمرها.
الآن ما يجري على قنوات الإعلام من انتصارات وهمية في الحديدة هو امتداد لتك الحرب الإعلامية التي تهدف إلى إرباك الجبهة الداخلية والذي حذر منه السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي في خطاب الحادي عشر من رمضان، مطالبا الجميع بالاطمئنان.
المعارك السابقة في اليمن أثبتت أن انتصارات شاشات التلفزيون ومواقع التواصل الاجتماعي وأن الاخبار التي تسوقها حسناوات القنوات الفضائية غير قادرة على تغيير المعادلة على أرض الواقع التي فرضها الشعب اليمني وجيشه ولجانه الشعبية.
ولجوء أمريكا وأدواتها إلى نفس السياسة الفاشلة في الساحل الغربي وبنفس الأدوات وبنفس الطرق يدل على نفاذ حيلها ومراوغاتها “الصبيانية”، وهو مؤشر على هزيمتها الوشيكة وقرب النصر المؤزر للشعب اليمني.