ماهي أبعاد وخلفيات وأهداف التصعيد الأمريكي في الساحل الغربي!
بقلم / جمال محمد الأشول
لم تستطع أمريكا وكل الحواسيب الأميركية أن تفهم أن إرادة تمسك الشعب اليمني بحقوقه وأرضه، معطوفة على إرادة القتال التي من أجل تلك الحقوق يمكن أن تتصدى وتفشل أعتى القوى و أخطرها، وظلت أمريكا تكابر منذ أكثر من ثلاثة أعوام من بدء العدوان على اليمن وإفشال جميع خططها وإلحاق الهزائم بالحلف الصهوأميركي سعودي الهزائم تلو الهزائم على يد اليمنيين،حيث كان الشعب اليمني يبدع في المواجهة كلما ابتدعت أمريكا خطة عدوان جديدة، وكانت المفاجأة الكبرى التي أذهلت أمريكا وجعلتها اليوم في حال من الإرباك والتخبط العميق، مفاجأة المواجهة في اليمن.
حيث أن الشعب اليمني بجيشه ولجانه وقيادته الحكيمة الذي كادت لها أمريكا كل كيدها والذي كان بالحسابات الأميركية محتم التفكك والسقوط.
هذا الشعب لم يكتف بالصمود الدفاعي والثبات في الميدان فحسب بل إن بناء جيش وقوة صاروخية في موقع يؤكد أن الشعب اليمني يمتلك ترسانة توازي ترسانة معسكر العدوان .
تصورت أمريكا أن كل إخفاقاتها طيلة ثلاثة أعوام يمكن أن تعالج وتعوض في الحرب الكونية على اليمن، و تصورت أمريكا أن تحالفا أو تجمعا دوليا من 17 دولة يقف خلفها من شأنه أن يلقي الرعب في النفس اليمنية، لكن كل الأحلام و الظنون و التصورات الأمريكية تكسرت عند أقدام الجيش اليمني واللجان الشعبية بكل وحداتهما الصاروخية والدفاعية والبحرية .
وكلما أمعن العدوان في جرائمه تظهر مفاجآت عسكرية جديدة تشكل صدمة تصعق أمريكا، لأنها هذه المرة دفعت إلى موقع بات عليها أن تقتنع فيه أن إسقاط اليمن الذي عجزت عن إحداثه خلال أكثر من ثلاث سنوات، سيكون أكثر صعوبة الآن مع قدرات الجيش واللجان الشعبية المتطورة .
لذا تحاول تنفيذ خطتها الجديدة عبر التصعيد العسكري عبر وتمويل وتنفيذ وإشراف وتحريك قوات تحالف العدوان في تصعيد عسكري كبير على الساحل الغربي لليمن والمناطق المطلة على مضيق باب المندب، وهنا يطرح السؤال بحثاً عن خلفية هذا التصعيد وما يرمي إليه الآن وبهذا الزخم الذي قد يكون شبه مفاجئ.
وأول ما يقع الباحث عليه في الشأن هو أن أمريكا تقف وراء هذا التصعيد وتمد القوات التابعة لتحالف العدوان بكل ما يلزم في تحركهم وقتالهم بدءاً بالتخطيط والتدريب وصولاً إلى التجهيز والتنفيذ، مروراً بكل ما له صلة بالشأن الاستخباراتي والاستعلامي في الميدان، فأمريكا كما توضح الصورة الميدانية تقف بشكل كلي تحت ذريعة حماية الملاحة البحرية الدولية وهنا ينقلب السؤال ليطرح بصيغة أخرى: لماذا كثفت أمريكا تدخلها المباشر في هذه الفترة وبشكل يتقدم عن مستويات تدخلها السابق الذي لم ينقطع أصلاً منذ بدء العدوان على اليمن منوهين أن السعودية والإمارات كانت ومازالت أداة رئيسة لأمريكا في التنفيذ؟.
وللإجابة نرى أن هناك سبيين دفع أمريكا للتصعيد العسكري وهما:
الأول: متصل بالميدان اليمني مباشرة وخاصة لجهة تراجع وهزائم قوات تحالف العدوان أمام الإنجازات العسكرية المهمة التي حققها الجيش اليمني واللجان الشعبية بدءاً من نهم إلى جبهات ما وراء الحدود، مروراً إلى جبهات الجوف، ووصولاً إلى الساحل الغربي وتحقيق انجازات عسكرية كبيرة فيها وتكبيد قوات تحالف العدوان خسائر كبيرة الأمر الذي ولد لدى أمريكا شعورا ببدء تلاشي التأثير في الميدان اليمني ما يعني تلاشي أحلام وأطماع البيت الأبيض في البحر الأحمر .
الثاني: متصل بالأطماع الأمريكية الإسرائيلية، بالسيطرة على البحار والمضايق في البحر الأحمر والبحر العربي بشكل كلي، وهذا بدأ بالتخطيط عملياً لإحكام السيطرة على باب المندب انطلاقاً من السيطرة على معسكر العمري الواقع شرق مدينة ذو باب، والذي يبعد 10 كيلومترات عن مركز مديرية باب المندب، لما يمثل من أهمية استراتيجية كبيرة ويربط بين أربع مديريات تابعة لمحافظة تعز، هي: باب المندب وذو باب والوازعية والمخا، وهو محاطٌ بمرتفعات جبلية من اتجاهات الشمال والجنوب والشرق، وتعزيز سيطرتها عبر إنشاء قاعدة عسكرية في معسكر، ينبع من مرتكزين أساسيين هما:
الأول: الموقع الجغرافي المهم لليمن، سيما البحري كمضيق باب المندب والجزر في البحر الأحمر المشرفة على ممرات الملاحة الدولية وكذلك ما تمتلك من مناطق وجزر اسْتراتيجية ممتدة بين شرق البحر المتوسط وغرب المحيط الهادي وحتى الخليج العربي وتمتد بين قارات ثلاث قرب اليمن وكون البحر الأحمر يمثّلُ أقصرَ الطرق للمواصلات التجارية والعسكرية .
فقامت بالسيطرة على جزيرة سقطرى التي تحاول واشنطن التواجد فيها عبر الإمارات أو السعودية وإنشاء قاعدة عسكرية تطلق عليها قاعدة (دييغو غارسيا) للسيطرة على المحيط الهندي، بهدف التحكم بمسار التجارة العالمية وحماية إسرائيل ومصالحها وضمان تحرك الكيان الصهيوني فيه بسهوله .
الثاني: نهب الثروات المهولة التي يمتلكها اليمن ومنها المخزون النفطي العالمي.
لهذه الأسباب الرئيسية بالهدف من العدوان على اليمن قامت أمريكا بالعدوان على اليمن وتقوم حالياً بالتصعيد على الساحل الغربي بكل ما يمكن أن تلقيه من ثقل في الميدان قاصدة العودة إلى اليمن للهيمنة على اليمن مجدداً بتدخل مباشر بعد فشل أدواتها السعودية والإمارات اللتان أسندت إليهما مهمة التنفيذ.
الخطة التي تصدت وتتصدى قوات الجيش واللجان الشعبية لها، وستفشل بفضل الله خطتها الجديدة ليثبت من جديد أن القوى المدافعة في اليمن قادرة على التصدي وإفشال العدوان كما أفشلت الخطط السابقة .