الخبر وما وراء الخبر

هذا هو السيد حسين

45

بقلم / عبدالملك العجري

هناك حالة من التعالي المعرفي والخصومة السياسية تحول بين البعض ومحاولة الاقتراب من الثورة المنهجية التي قدمها السيد حسين الحوثي وهزّت مسلّمات العقل الديني، إضَافَةً لقصور لدى أنصار الله في إبراز هذا الجانب.

السيد حسين ليس مناضلاً سياسياً فحسب، إنما مصلح ومجدِّدٌ ديني اقتحم محرّمات العقل الديني التراثي وأثار أسئلة وقضايا كشفت أزمة مناهج المعرفة الدينية وتحوّلها لجزء من حالة الارتكاس الإسْلَامي، وقدّم محاولة منهجية لتجاوز هذه الأزمة.

دعا الحوثي إلى ما يمكن تسميته (فن التكفيكية) حرق التراث؛ لأنَّ الأزمة توجب مراجعة المبادي البنائية لمناهج التراث كما تأسست في عصر التدوين.

وإلى هذا عُزِيَ فشلُ محاولة حركة الإصلاح الديني العودةَ إلى تراث المعتزلة باعتماد العقل وإحياء الاجتهاد المعتزلي، كما لا يجبُ إرهابنا، فهذه المناهج تأسّست في عصر التدوين، وَبالتالي ليست جزاءً من الدين.

ليس المطلوب التبشير بما طرحه الحوثي ولكن الأسئلة والإشكاليات التي أثارها تمثّل تحدياً لفعالية العقل الديني في الامتداد الزمني والمكاني ولقدرته على وتحقيق نهضة وَنظام مستقر.