الخبر وما وراء الخبر

هذه المرة.. فعلوها صح

120

 

علي شرف زيد المحطوري

  • (المريضُ بالزهايمر محلُّه المصحةُ العقلية، وليس عالَمَ السياسة).. هكذا رَدَّت قناة المسيرة على خطوة حجبها من قمر نايل سات، ولم تنتهِ نشرة قناة المسيرة مساء أمس الأحد والتي أذيعت من قناة الساحات حتى كانت وكالةُ الأنباء السعودية تذيعُ أن الملكَ سلمانَ قد أناب ولي عهده محمد بن نايف لحضور قمة كامب ديفيد، الخميسَ المقبلَ، بين شيوخ الخليج وأوباما. وزعم وزير خارجية المملكة الشيطانية أن عدم حضور الملك سلمان قمة كامب ديفيد نابعٌ من حرصه على تحقيق الأمن والاستقرار في الـيَـمَـن؛ لتزامن القمة مع سريان الهُدنة المزعومة. وبالنظر إلى أن مملكة الحماقة تعيشُ حالةَ التخبط والضياع والخوف من المستقبل إلا أن هذه المرة، وبامتناع “مريض الزهايمر” من الحضور يكون القائمون عليه قد (فعلوها صح) ، وأسلم سلمانُ نفسَه من فضائحَ إعْـلَامية وسياسية ربما قد تساهم في زعزعة مملكته المعرضة للسقوط عاجلاً أَوْ آجلاً.

 

ليذهبوا لواشنطن.. ففاقد الشيء لا يعطيه!

طلباً لمَخرج وبحثاً عن الأمن المفقود، شيوخُ الخليج وعلى رأسهم فريقُ الحرب السعودي سيذهبون إلى واشنطن، الخميس المقبل، وحينها تكون قد مضت خمسون يوماً على أول وأخطر عُـدْوَان أَمريكي سعودي تعرض له الـيَـمَـن خلال نصف قرن.. عُـدْوَانٌ شاملٌ لكل ما هو يمني، ولكل ما هو تَأريخي وحضاري، وعلى مرأى ومسمع من دول لا تمُتُّ للإنسانية إلا شكلاً، خُصُـوْصاً تلك الدول المتاجرة بحقوق الإنسان وهي أول الدول عداوة للإنسان والبشرية، ولمظاهر الحياة كلها..

إلى واشنطن إذن.. وبعد خيبةِ أملهم، وفشلِ عاصفةِ حزمهم، ها هُم يحزمون أمتعةَ السفر طلباً لمزيدٍ من الحماية الأَمريكية لأُسرة رعناء باتت تشعرُ بالدوران، وتخشى السقوط، وتخاف المستقبل، وكلما اقترب موعدُ السفر ازدادت هستيريا فريق الحرب.. بحثاً عن أبسط إنجاز عسكري أَوْ سياسي يمكن تقديمُه على طاولةِ أوباما عسى، ولعل ينالوا بها بركاتِ سيد البيت الأبيض.. ومن الآن إلى ذلك الموعد ليس مع آل النحس والإجرام إلا أنهم جعلوا من الـيَـمَـن بلداً منكوباً أكثر من مرة، مرةً بفعل جرائم الإبادة الشاملة، ومرةً بفعل التدمير الشامل، ومرةً بفعل الحصار الشامل، ومرةً بما نتج عن ذلك من تدهور شامل للخدمات الإنسانية، ومرة بنبش القبور كما تفعل صغيرتُها داعش في الشام والعراق، ومع كُلّ ذلك فالشيطانُ الأكبر يريدُ إنجازاً سياسياً، يريدُ فريقَ الخيانة يعود إلى صنعاء، ومعسكرات القاعدة تعود إلى أماكنها إلى عمران، والبيضاء، وعدن ولحج وشبوة، وغيرها من المحافظات، ويريد سكاكينَ داعش تحزُّ رقابَ الشعب الـيَـمَـني على كُلّ جبال الـيَـمَـن، وتعمل على تقطيع الـيَـمَـن من الوريد إلى الوريد، أوباما يريد أن يتفرج من مكتبه البيضاوي على أفلام هوليوود تُصنع بأيدٍ داعشية سُعودية على أرض الـيَـمَـن، وطالما ذلك لم يتحقق فذلك هو الفشلُ بعينه، والهزيمة التَّأريخية والكُبرى لآل سعود، ومن انهزم في الميدان فلن ينالَه بالسياسة مهما كلف الثمن ومهما طال العُـدْوَان..، لا بل وأكثر من ذلك.. وبكل هدوء وطمأنينة، وبلسان كُلّ الشعب الـيَـمَـني: إنه زمنُ الرد على المدى القريب والبعيد، وزمنُ القصاص ليس لشهرٍ ونصف الشهر من العُـدْوَان الشامل، ولكن لأكثرَ من نصف قرنٍ من الهيمنة على الـيَـمَـن، فمن أوقدَ نارَ الحرب ليس هو من يطفئها، والبَحثُ عن الأمن عند مَن لا يملك أمناً عجزٌ مركب، ضعُف الطالبُ والمطلوب، وما على الشعب الـيَـمَـني سوى أن يجهّزَ نفسَه لمراحلَ طويلة من الصراع.. ليست الهُدنة فيها إن تحققت سوى استراحة محارب، وفي الحروب الست الماضية عبرةٌ لمن كان له قلبٌ أَوْ ألقى السمع وهو شهيد.