الخبر وما وراء الخبر

“الوحدة اليمنية؛ وآمال العدوان”.

60

 

*بقلم / أمين النهمي.

تحل علينا الذكرى الثامنة والعشرين للوحدة اليمنية؛ وشعبنا اليمني العظيم يواجه أعتى عدوان في تاريخ الحروب؛ عدوان سعودي إماراتي أمريكي غاشم؛ يسعى إلى استهداف هذا المنجز الوحدوي الكبير؛ وتقسيم اليمن إلى أقاليم ودويلات، وإثارة النعرات العنصرية والمناطقية والمذهبية في المجتمع، وإقلاق الأمن والسكينة العامة.

الوحدة اليمنية تمثل خطراً على قوى العدوان السعودي الأمريكي، وعلىمشروع الشرق الأوسط الجديد، نظرا لما يمتلكه اليمن من أصالة، وحضارة، وتاريخ، وقيم، وإخلاق، وشهامة، ونخوة، وكرامة، وسيادة، وكذلك لأهمية موقعه الجغرافي الاستراتيجي، وما يمتلك من ثروات هائلة، ولذا فإن قوى التآمر الإمبريالية الصهيونية، تسعى إلى تشطير اليمن، وزعزعة الاستقرار فيه، ومحاولة تقسيمه بكل الوسائل، لأن بقاء اليمن موحدا سيفشل كل رهاناتهم في السيطرة على الثروة والسيادة؛ والتوسع في المشروع الصهيوني والحفاظ على أمن وسلامة إسرائيل.

كما إن جارة السوء السعودية هي العدو التاريخي لليمن؛ وقامت بمحاولات سابقة لتمزيق الوحدة اليمنية، كما حصل في حرب 94م، أو عن طريق مرتزقتها الذين حاولوا جاهدين أثناء مؤتمر الحوار الوطني تقسيم اليمن إلى مناطق وأقاليم، وتعميق الشرخ في بنية النسيج اليمني.

واليوم ونحن في العام الرابع من الصمود في وجه العدوان؛ يتجلى لليمنيين جميعا الأهداف الحقيقية والوجه القبيح لهذا العدوان، وما يسعى إلى تنفيذه في اليمن؛ ولعل مايحدث في الجنوب من احتلال للجزر والموانئ اليمنية؛ ومنشآت النفط والغاز في شبوه وحضرموت، هو أكثر جلاء ووضوحا لمن لايزال يراهن على هذا العدوان كمخلص ومنقذ للشرعية المكذوبة.

فمنذ أن وطأت أقدام الغزاة الأمارتيين والسعوديين في الجنوب تقاسما الكعكة، وسعوا إلى تفكيك بنية المجتمع اليمني من خلال إنشاء كيانات متناحرة، وطوائف ضيقة مثل المجلس الانتقالي الجنوبي؛ وقوات النخبة الحضرمية والشبوانية….الخ؛ فضلا عن نقل العناصر الإرهابية والمتطرفين من القاعدة وداعش من سوريا والعراق إلى اليمن؛ وإنشاء السجون السرية؛ وتزايد منسوب الجرائم والاغتيالات التي تحدث بصورة شبه يوميه في الجنوب.

مايتوجب على اليمنيين اليوم هو رص الصفوف والتلاحم لمواجهة هذه التحديات والمخاطر التي تستهدف وحدة اليمن وهويته الوطنية؛ ومواجهة العدوان بكل الوسائل؛ وحشد الجهود والطاقات لرفد الجبهات بالرجال والمال حتى دحر الاحتلال؛ وستنتصر اليمن على كل تحدياتها، ولايمكن للعدوان السعودي وأذياله أن يمزق اليمن من جديد أو يعيده إلى مرحلة التشطير؛ فالوحدة وجدت لتبقى؛ وسيرحل الغزاة على توابيت الموت مهما كان الثمن؛ ولامستقبل لقوى العدوان في اليمن.