الخبر وما وراء الخبر

“سقطرى” من الإحتلال “الإماراتي” إلى الإحتلال “السعودي”.

68

بقلم / فاضل الشرقي

ليس قدرا على جزيرة “سقطرى” أن تبقى رهن الإحتلال، ولا على أبناءها، وكل المشكلة تكمن في إدارة وسياسة المرتزقة والخونة من حزب الإصلاح “الإخوان المسلمين” في اليمن الذين قبلوا ببيع بلدهم في سوق النخاسة الخليجي والدولي.

اليوم تم الإعلان رسميا عن اتفاق بين السعودية ومرتزقتها قضى بتواجد قوات عسكرية سعودية على جزيرة “سقطرى” تحت إسم التدريب والمساعدة للقوات اليمنية الشرعية التي لا وجود لها أصلا في جزيرة سقطرى، ولا خطر يتهدد جزيرة سقطرى سوى من دويلة الإمارات والمملكة السعودية؛ وأمريكا، واسرائيل فقط لا غير.

كنت متوقع من اليوم الأول لنشوب الأزمة بين المرتزقة والإمارات أن اتفاقا ما يطبخ لنقل قرار الإحتلال من يد الإمارات ليد المملكة السعودية – وهو ماتم الإفصاح عنه أمس واليوم- مع بقاء القوات الأماراتية طبعا، وهو اتفاق شكلي لا أكثر إذ لا فرق أصلا بين تواجد الإمارات والسعودية فكليهما أدوات أمريكية إسرائيلية يؤديان الدور المنوط بهما في اليمن.

وحتى من هذه الناحية الشكلية فهي تثبت وأثبتت أن خلاف حزب الإصلاح مع الإمارات ليس من أجل السيادة الوطنية، ولا من أجل الشرعية، فهم لا علاقة لهم أصلا بالسيادة، ولا بالشرعية، ولا بالحرية، والكرامة، والإستقلال، ولا يحق لهم الحديث عن ذلك، ولا يجرؤون أصلا فمن يقبل بالإمارات سيقبل بالسعودية، ومن يقبل بالسعودية سيقبل بأمريكا، ومن يقبل بأمريكا سيقبل بإسرائيل، وهذا هو واقع الحال والمرتزقة في اليمن.
الخلاف بين الإخوان المرتزقة والإمارات أثبتت الأحداث أنه خلاف شخصي لا علاقة له إطلاقا بالدستور، والقانون، والسيادة، والشعب، ولا بالجزيرة وأبنائها، وهو مجرد فزاعة أمام الإستهداف الإماراتي للإخوان في اليمن من أجل تحقيق مصالح معينة، وهناك صفقة ما تم تمريرها ما بين الإصلاح المرتزقة والإمارات برعاية سعودية لا تخرج عن سياق خدمة المشروع الأمريكي الإسرائيلي في اليمن والمنطقة.

المعول هو على أبناء جزيرة سقطرى أنفسهم، وأن لا يقبلوا بالإحتلال تحت أي يافطة وعنوان مهما كان الثمن، وسيجسل لهم التاريخ هذا الموقف المشرف إن هم أقدموا عليه، وعليهم التحرك بكل قوة ضد هذا الإحتلال، ولهم مشروعية القيام بعمليات عسكرية، والإستهداف المباشر للقوات الغازية والمحتلة فهو حق مشروع كفله لهم الدستور والقاون، والشرع والشريعة، وكل الأعراف والقيم، وعليهم أن لا يراهنوا على خونة حزب الإصلاح والمرتزقة فقد أثبتت لهم الأحداث أنهم باعوهم وتخلوا عنهم، واستخدموهم ورقة يساومون بها لتحقيق مآرب ومصالح خاصة لا علاقة لها بالوطن والشعب.