الخبر وما وراء الخبر

أين عدالة العالم مما يجري في اليمن…؟

70

بقلم / عماره بن عبد الله   كاتب جزائري

كتب على أرض اليمن أن تكون ساحة صراع تربتها خصبة لحروب إقليمية , ذات توجهات وأهداف مختلفة ومتباينة , بالأحرى ساحة خلاف بين دول وتيارات مختلفة، ولعل ما يطلق عليها بعاصفة الحزم ، المستمرة حتى يوم الناس هذا إحدى هذه النكبات , ونحن نتكلم عن ورطة ومأساة إنسانية لا توصف , ونحن نتكلم عن طول أمد حرب ظالمة ، ناهيك عن عدم تحقيق أهدافها المزعومة ، حرب تترجم حقيقة خلافات دول الشرق الاوسط , إلى أن ظهرت نوايا غادرة وخيانات إذ صح القول .. بين حلفاء عاصفة القتل والدمار , من دون لف ولا دوران السعودية والإمارات , وهما الدولتان الرئيستان في التحالف الذي تقوده الأولى شكليا , وتسيره الثانية طمعا وجشعا.

مما لاشك فيه أن ما تسمى “عاصفة الحزم” أنهكت المجتمع اليمني وزادت في معاناته ، فما يجري حاليا في عدن من انقلاب الموالين لأبوظبي على الحكومة الشرعية ، يؤكد أن الإمارات لم تذهب إلى اليمن من أجل استعادة الشرعية ، ولا نُصرة الشعب اليمني المظلوم ، وإنما ذهبت لتحقيق أهداف استعمارية خاصة بها ، وهي تقسيم اليمن واحتلال موانئه وجزره , اليمن هذا البلد الذي تحول إلى ساحة انتظار تركن بها قوافل وجموع من الإرهابيين المرتزقة ، هذا هو حال تلك البلاد التي كانت بالأمس القريب مصدر السعادة والتعايش والسكينة ، فأصبحت مقسمة ، عبثت بها أيادي الطامعين ، وأفسدها الجشعون الانتهازيون ، كانت ملعبا صغيرا يعبث به قليل من أبناء الإقليم فصارت ساحة ومغنما للجميع يلعب فيها الكل ويتلاعب بها الكل، ويغنم من ورائها الذئاب.

أنتم ” يا عالم ..يا ناس” ما الذي أصاب عقولكم وضمائركم المريضة , ألا تدركون أن ما يجري حاليا في اليمن لم يعد حربا عادية تشبه الحروب التي حصلت عبر التاريخ ، أو تلك التي تدور حاليا في كثير من أصقاع العالم ، كما أن ما يظهر عن أسباب الحرب على اليمن على بعض الألسنة الإعلامية ، يختلف تماما عن أسبابها الحقيقية ، والتي تخفي وقائع وأهدافا كافية ، لو قدر للقانون الدولي أن يسود ، أو لشريعة وقرارات مجلس حقوق الإنسان أن تطبق ، لأدانت مجموعة كبيرة من الدول الإقليمية والغربية بجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية , لأنها وبكل اختصار حرب لم تشن كما يدعي الإعلام السعودي ومن يدور في فلكه ، على خلفية استعادة الشرعية المسروقة لمؤسساتها حسبما يدعون .

وعليه أصرخ صراخ الصغير الذي أبكاني وهو تحت الأنقاض , صراخ من كان ملتصقا بأبيه متشبثا به , في حالة رعب تكسو ملامحه التي فقدت الطمأنينة وغادرتها الفرحة والبراءة ، فعلا أمر مدهش ومحزن وواقع ظالم , والعالم كله كان يشاهد ذلك الطفل اليمني الذي لم تحرك صرخاته شيئا , أين هو المجتمع الدولي مع ما يجري حاليا في اليمن من جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية ، تطال المدارس والمساجد ودور العزاء والمستشفيات ومخازن الادوية والحاجات الضرورية للحياة والبقاء ، والتي تنفذها وحدات التحالف وعلى رأسها السعودية ، وأين أصبحت الأهداف التي بنيت مؤسساته على أساسها في ظل صمت المجتمع الدولي المعيب ، أين ..وأين .. وبالمقابل أنتم يا من تعرفون الإسلام وشريعة الله ولكم شرف الحرمين وقبر رسول الإنسانية ..!! فهل يعقل أن تبقوا أداة في يد هذا التجمع من الدول المتسلطة على الدول الفقيرة والضعيفة ، والذي يلقب زورا وعدوانا بالمجتمع الدولي , تأكدوا أن جرائمكم التي ترتكب بحق الشعب اليمني لن تمر دون حساب , وسيواصل هذا الشعب إعطاءكم دروسا في المقاومة والشجاعة والرجولة الكاملة مهما فعلتم ، صرخات ذلك الطفل ستظل تلاحقكم وستظل وصمة عار في جبين الإنسانية التي تغض الطرف مما يحدث للشعب اليمني.