“بن سلمان وفلسطين ..التصفية مقابل العرش”
بقلم/ أمين النهمي.
المتابع لمسار الأحداث الأخيرة جيدا، يدرك أبعاد المشروع التآمري على القضية الفلسطينية، الذي يعمل على تمويله، وتنفيذه بوتيرة متسارعة النظام السعودي، ولا غرابة في ذلك؛ فالنظام السعودي يمثل رأس الحربة في المشروع الاميركي – الاسرائيلي، ويتضح ذلك من خلال ما يقوم به تلك من سعي محموم للتطبيع مع العدو الإسرائيلي وممارسة كل اشكال الابتزاز والضغط والاغراء للموافقة على ما يسمى بـ«صفقة القرن» لإنهاء وتصفية القضية الفلسطينية، وبما يؤدي إلى إقامة تحالف علني على كل المستويات بين هذه الانظمة وكيان العدو الغاصب، وما تناولته وسائل الاعلام الصهيونية والدولية دليل على أن ما قام به الرئيس الأميركي لم يكن ليحصل لولا تواطؤ معظم أنظمة الخليج.
وفي خضم ذلك، قالت وسائل إعلام إسرائيلية وبريطانية: أنّ النظام السعودي أعطى الضوء الأخضر لترامب للاعتراف بالقدس عاصمة لـ”اسرائيل”، وقالت هذه الوسائل: ان قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بالاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة للكيان الاسرائيلي ونقل سفارة واشنطن إليها جاء بالتنسيق مع بعض الدول العربية، مؤكدة أن السعودية أعطت الضوء الأخضر لترامب للاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة للكيان الإسرائيلي، وأضافت: “ومن المؤكد أن إعلان ترامب بالقدس المحتلة عاصمة للكيان الاسرائيلي لم يكن ممكناً أن يتم دون التنسيق مع السعودية، فالفلسطينيون يدفعون ثمن التغيرات الكبرى في المنطقة”.
وينكشف حجم التآمر السعودي بصورة جلية من خلال تصريحات المهفوف، محمد بن سلمان، بشأن القضية الفلسطينية في العشرين من شهر آذار/مارس الفائت، خلال لقائه مع ممثلين عن منظمات يهودية في نيويورك”، التي قال فيها: “خلال الأربعين عاماً الماضية فوتت القيادة الفلسطينية مرةً تلو الأخرى فرص السلام”، وتابع بالقول “إن الوقت حان ليوافق الفلسطينيون على الاقتراحات وأن يوافقوا على صفقة القرن أو فليخرسوا ويتوقفوا عن الشكوى”.
هذا الهجوم الحاد لابن سلمان تجاه الفلسطينيين، يكشف كذلك انحيازه المطلق مع الكيان الصهيوني الغاصب، وتصهينه أكثر من الصهاينة.
فيما كانت المؤامرة النتنة التي عقدت قبل أيام في الظهران، أشد قبحا وفضاعة من سابقاتها، والتي جاءت بعد إنهاء مجرم الحرب المهفوف محمد بن سلمان زيارته للبيت الأبيض، وعقد لقاءات مع زعماء المنظمات الصهيونية، وتعهده بتنفيذ املاءات ترامب وتوصيات زعماء الصهاينة، التي وضعته أمام اختبار مفصلي، ومهمة تاريخية عنوانها (تنفيذ صفقة القرن) مقابل تسليمه عرش المملكة، الأمر الذي دفع المهفوف للعمل بوتيرة عالية، والبدء بتنفيذ أولى خطوات صفقة القرن من خلال شراء المواقف والذمم العربية والأممية، والدفع باتجاه تصفية القضية الفلسطينية، وهو مانجح فيه بن سلمان من خلال هذه القمة التي خرجت إلى العلن للتطبيع مع العدو الصهيوني….. وتستمر المؤامرة….!!!.