الخبر وما وراء الخبر

السودان تقترب من نهاية المطاف في اليمن… ملف سحب القوات على طاولة “البشير”

109

تكبد الجيش السوداني خسائر فادحة في الارواح منذ مشاركته في حرب اليمن كـ مرتزقة للتحالف الامريكي السعودي.

لقي المئات من الجنود السودانيين مصرعهم في اليمن بنيران الجيش اليمني واللجان الشعبية خصوصا في جبهة ميدي.

كما زج الرئيس السوداني “عمر البشير” بابناء وطنه الى محرقة اليمن على حساب مصالحه الشخصية والاهم خروجه من الائحة السوداء الامريكية الاسرائيلية، وكما تشير المعلومات الرسمية أنه “لا يوجد حديث عن عدد القوات السودانية”، مرجحا أنها تبلغ 6 آلاف جندي، و أن السلطات لم تصدر أي بيانات أو من قيادة التحالف العربي عن حجم القوات، لأنها تعتبر ضمن المعلومات والأسرار العسكرية التي لا يبوح بها أي شخص سواء في السودان أو قوات التحالف.

وكشفت الكاتبة الصحفية السودانية “شمائل النور” نقلا عن مصدر بالجيش السوداني بأن السودان أبلغ رسميا القيادة السعودية بسحب قواته من اليمن، وقالت  في تدوينة لها عبر حسابها بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” رصدتها “وطن”:” مصدر في الجيش السوداني أبلغ القيادة السعودية رسمياً بالانسحاب من اليمن”.

من جانبها، كشفت صحيفة “أخبار اليوم” السودانية، نقلا عن مصادر مطلعة عن أسباب اتجاه القيادة السودانية للانسحاب من قوات التحالف في اليمن، مشيرة إلى معلومات شبه مؤكدة ببروز اتجاه قوي لدى قيادة الدولة لسحب القوات المسلحة السودانية من حرب اليمن.

ولفتت المصادر إلى تنامي روح واتجاه عامين مطالبين بسحب القوات السودانية من حرب اليمن، إثر دعم دول في التحالف العربي لمصر التي حظيت بزيارة سعودية عالية المستوى لم تحظ بها الخرطوم رغم مواقفها المناصرة للمملكة.

وطالب نواب في المجلس الوطني (الغرفة الأولى للبرلمان) السوداني، يوم الأحد، الرئيس عمر البشير، بسحب قوات الجيش فوراً من اليمن، واعتبروا أن مشاركتها تمثل مخالفة للدستور والقانون.

وجاء ذلك، في بيان صادر عن “كتلة قوى التغيير” في البرلمان السوداني.

وقال البيان، إن مشاركة السودان في العمليات العسكرية في اليمن، تعتبر مخالفة للدستور والقانون، وان البرلمان لم يوافق على هذه المشاركة؛ ما أفقدها السند الشعبي والدستوري، والحكومة السودانية تتحمل كافة المسؤوليات المادية والمعنوية تجاه أسر الشهداء والجرحى في اليمن.

و تمسكت وزارة الدفاع السودانية، باستمرار مشاركة قواتها ضمن قوات التحالف العربي الذي تقوده السعودية في حرب اليمن، و ولم يتطرق وزير الدولة بالدفاع الفريق علي سالم لدى تقديمه بيانا في جلسة مغلقة في البرلمان، إلى الأنباء التي تحدثت عن مصرع وإصابة العشرات من القوات السودانية في كمين قبل أيام، وفقا لموقع “سودان تربيون”.

وبحسب نواب حضروا الجلسة التي منعت عنها التغطية الإعلامية فإن الوزير أكد أن “مشاركة القوات المسلحة في حرب اليمن طبيعية وهذه ليست أول مرة تشارك فيها قوات سودانية بحرب خارج البلاد”.

وبحسب المعلومات الصحفية، أن “المطالبات بسحب القوات هى مسائل برلمانية، لكن القرار في النهاية هو قرار رئاسي وليس له علاقة بالبرلمان، فقرار سحب القوات من عدمه بيد الرئيس، فهذا الأمر لا يدخل في إطار التشريع، فالقرار بيد أعلى قيادي في السلطة التنفيذية وهو الرئيس وبالتالي لا دخل للبرلمان”.

في وقت يستعد البشير استمرار مشاركت قواته ضمن التحالف في اليمن بات الجدل يتوسع وسط مكونات السياسة السودانية سيد الموقف بين رافض للخطوة وآخر يؤيدها.

وباعتقاد العسكريين والسياسيين الرافضين لاستمرار المشاركة ضمن التحالف في اليمن، أن السودان لم يجن شيئا من مشاركته في التحالف ولم يحظ بتقدير يدفعه لتقديم مزيد من الأرواح استجابة لنداءات لا تحظى باحترام المجتمع الدولي.

كما ان الحزب الشيوعي السوداني اعتبر الخطوة غير شرعية، مبديا اعتراضه على الاستمرار فيها “لأنها تأتي ضد رغبة الشعب السوداني”.

واعتبر قائد قوات الدعم السريع في السودان، فريق” محمد حميدتي” سابقاً، في 27 سبتمبر 2017، عدد القتلى في صفوف قواته المشاركة بالحرب في اليمن “كبيرا”، وسط تساؤلات عدة عن خلفيات هذا الإعلان، وطبيعة المواجهات التي خاضوها وأسفرت عن سقوط هذا العدد منهم.

بعد مضي ثلاثة اعوام وبدء العام الرابع من الحرب على اليمن تصاعدت دعواتُ كثيرين في السودان بالخروج العاجل مما أسموه مستنقع الرمال المتحركة في حرب اليمن.

وفي الختام… ليس أمام الحكومة السودانية بعد كل هذه التطورات والمستجدات إلا التفكير بسرعة في سحب فوري لقواتها من اليمن. فالوعود الواهية من قبل الامريكان والسعودية التي بنت الخرطوم عليها قرار المشاركة لم تعد متوفرة، بل إن أمورا تتعارض تماما مع تلك الوعود، وإلا أصبح الأمر نوعا من الزج الى الرمال المتحركة  او محرقة اليمن.

ومنذ مارس 2015 اتخذ السودان قرارا بالمشاركة في تحالف عسكري تقوده السعودية ضد اليمن، وأرسلت الخرطوم آلاف الجنود المشاة إلى هناك.

*النجم الثاقب