هنيئا لك هذا الختام
بقلم / سليم المغلس
ماذا احدث عنك ايها الشهيد الصماد؟
عرفتك مدرسة متكاملة في الأخلاق والإخلاص المتفاني والصدق والتضحية والبذل والعطاء، فلا ادري متى نومك وصحوك ففي النهار أراك في الميادين للبناء والعطاء ولقاءات متواصلة والى وقت متأخر من الليل تتفرغ للاطلاع على المستجدات وعلى التقارير وتجيب عليها لا تترك تساؤلا إلا وأجبت الجميع عليه وبشكل مباشر وبدون حجاب ثم ترتب أعمال اليوم القادم فمتى تنام ومتى تصحو ؟
فلم تدخر مقدار ذرة من طاقة أو جهد أو مال إلا وبذلته خالصا لوجه الله لبناء هذا البلد وخدمة هذا الشعب بوعي وبصيرة وبثقافة القرآن التي جسدتها بالفعل ليس لك ولا لأولادك مكسب مادي وراء حركتك الدؤوبة ولا لنفسك حظ فيها ابدا فعلى غير عادة الرؤساء والزعماء فلا تطلب إعلاما يزينك ويلمعك ويثني عليك بل ان الثناء والمدح هو الذي يطلبك.
ماذا احدث عنك ايها الشهيد الصماد؟
ففي ظرف بسيط استطعت ان تنهض بمؤسسة الجيش والأمن ايما نهوض ولم تطلق مشروعك في الحماية والبناء (يد تحمي ويد تبني ) الا وقد شرعت فيه عملا قبل القول بدأت ببناء دولة المؤسسات التي هي حلم شعبك.
أرعبت أمريكا وآل سعود من هذا المشروع هم ادركوا عظمتك وعظمة هذا المشروع، فاغتالوك، لم يتركوك لتكمل المشوار هم لم يقصدوا اغتيال شخصك بل قصدوا اغتيال مشروعك الذي هو حلم كل يمني وهذا ليس جديداً عليهم استهداف حلم هذا الشعب على مر التاريخ.
ماذا احدث عنك ايها الشهيد الصماد.
كلما رأيت العدو يريد مداهمة منطقة أو محافظة أو جبهة تذهب لمشاركة شعبك ورجالك وجيشك في مواجهة هذا الخطر والتحدي.
وها أنت عندما رأيت توجه العدو في إعداد العدة وتصعيده باتجاه الحديدة سطرت أروع الأمثلة في الوفاء لشعبك فأبيت إلا ان تكون مشاركا لأبناء الحديدة هذا التحدي وأبيت إلا ان تكون أول المضحين في هذه المعركة والتحدي لتهب نفسك في سبيل الذود عنها وعن أبنائها وأبيت إلا ان تروي ارض الحديدة بدمك الطاهر ليكون حصنا حصينا دون أبناء الحديدة خاصة وأبناء الشعب اليمني عامة فهذا الوفاء للشعب وإلا فلا.
ماذا احدث عنك ايها الشهيد الصماد؟
ما أوسع صدرك واطيب حديثك وألين فؤادك، فكل من يلقاك أو يسمعك مباشرة او في التلفزيون يجد نفسه اسير حبك ولو من خصومك تجده يشعر بالطمأنينة والارتياح ويتوسم فيك الخير والعدل والمستقبل المشرق وتمنحه كلماتك وقسمات وجهك رفعة وعزة وشموخا
في وقت بسيط أصبحت طلعتك البهية وكلماتك وعباراتك ملهمة للشعب كله حتى لخصومك واعدائك مهما اخفوا ذلك في نفوسهم
ماذا احدث عنك أيها الشهيد الصماد.
كم كنت اقف أمامك متلكئا في حديثي ليس والله لهيبة الملك والسلطة بل انت ذلك الإنسان البسيط المريح ولكن لما احمله واكنه لك من تقدير واجلال وإكبار ولما اجده فيك من مثال يقتدى به قل وجوده في هذا الزمان.
ماذا احدث عنك أيها الشهيد الصماد؟
هل احدث عن ألم الفراق؟
فوالله لم اشهد ولم اعرف في حياتي أياما اشد وأثقل على نفسي من هذه الأيام حزنا وألما، فالقلب مكلوم وموجوع باستمرار وخيالك لم يفارقن لحظة من اللحظات والعين تذرف الدمع بدون استئذان والجفن لا يعرف نوما إلا عند شدة الإرهاق متقطعا لا يستمر ساعة أو نصفها، بقدر ألمي وحزني على فراقك سيدي بقدر فخري واعتزازي بأن تكون رموزنا بهذا المستوى من الوعي والعلو والشرف والنزاهة والعطاء والتضحية والوفاء.
فهنيئا لك سيدي اختيار الله لك هذا الختام، الشهادة في سبيل الله، لقد فزت ورب الكعبة وأديت جهدم كله لله، لقد لحقت بشهداء آل البيت وبالشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي، سلام الله عليه، فهنيئا لك
ونسأل الله ان يوفقنا للسير على نهجكم ويلحقنا بكم شهداء