الخبر وما وراء الخبر

الطائرات اليمنية المسيرة: الرعب القادم من الجنوب..

103

فؤاد الجنيد

طيور من ابابيل التصنيع الحربي اليمني دخلت الخدمة بقوة، وجعلت من أهدافها عصفا مأكولا بمنتهى الدقة، طيور قضّت مضاجع العدوان، وافشلت حسابات عامه الرابع الذي يضاف لسابقيه من أعوام الإنكسارات، وخيبات الهزائم وويلات التنكيل. “قاصف1″، تقصف عمق آل سلول، وتحرق مرتزقتهم في مستطيلات السواحل، بالتزامن مع سياحة الباليستيات اليمنية في مراتع الرياض وما حولها، والإغماءات المتكررة لأنظمة الدفاع الجوية السعودية التي تكتفي برقصة احتضار سريعة قبل أن تتساقط على رؤوس السكان المذعورين.

لماذا قاصف..؟

تبيّن حقائق الحرب على اليمن أن السعودية ونظراً لإمتلاكها حدود طويلة مع اليمن، وعدم قدرتها على ضبط هذه الحدود من جهة، ونظرا للقدرات الكبيرة التي يتمتع بها المجاهدون اليمنيون من جهة أخرى، فإن السعودية ستتلقي ضربات موجعة في مناطقها الحدودية التي اضطرت لإخلائها من سكانها، وسيطر المجاهدون اليمنيون عليها. ومن هذه المدن التي يمكن الإشارة اليها، مدينة “الربوعة” التي تمت السيطرة عليها ثلاث مرات بشكل كامل لحد الآن من قبل رجال الرجال، وذلك رداً على جرائم العدوان السعودي في اليمن، لكن الخطوات الإنتقامية اليمنية لم تنحصر في هذه المدينة وحسب، بل استطاعت النفوذ لمرات عديدة داخل العمق السعودي، وإلى أبواب مدن جازان، ونجران وغيرها من المدن. اضف إلى ذلك الضعف الحقيقي في مجال الدفاع الجوي للجيش السعودي رغم تمتعه بأنظمة متطورة كانظمة الباتريوت، إلا أنه فشل فشلا ذريعا في إستخدام هذه المنظومات الدفاعية أمام القدرات اليمنية الخارقة. هذه العوامل، منحت ابطالنا من أفراد الجيش واللجان الشعبية البواسل وضعاً إستثانياً، فإلى جانب إطلاق الصواريخ الباليستية المختلفة، وإستهداف القواعد والمراكز الحيوية السعودية بدقة، إلا أن هذا ليس نهاية المطاف، فاليمنيون اليوم أصبحوا يمتلكون سلاحاً جديداً تتعدى دقته دقة الصواريخ الباليستية، ذلك السلاح الذي يعمل في إطار طائرة مسيرة برؤوس حربية.

مالذي ستفعله قاصف..؟؟

يصل مدى الطائرة قاصف إلى 150 كيلومتر، وإذا ما تم إطلاق هذه الطائرة من الحدود اليمنية السعودية، فإن هذا يعني أن ما يقرب من مائة مدينة وقرية سعودية ستكون في مرمى هذه الطائرة، ونظراً للسيطرة الكبيرة لرجالنا في العمق السعودي، فإن إطلاق هذه الطائرة إلى عمق 50 كيلومتراً فقط داخل الحدود السعودية كافٍ لتهديد مئات المدن والمراكز الحيوية السعودية التي ستكون في مرمى هذه الطائرة.

مدينة جازان الصناعية

تنتج السعودية قسما كبيرا من المنتجات الصناعية في جنوب شرقي هذه المدينة الصناعية، وفي حال إطلاق الطائرة “قاصف” المسيرة من الحدود اليمنية السعودية، فإن جميع المواقع في مدينتي نجران، وجازان الإستراتيجيتين، وكذلك مدينة “خميس مشيط” الهامة جداً ستكون وبشكل كامل في مرمى هذه الطائرة المرعبة، وهذا يعني أن هذا الأمر سيكون بمثابة جرس إنذار لمملكة الشر، خصوصا بعد التهديد الصريح الذي تضمنه خطاب السيد القائد، والذي دائما تتبعه الأفعال. وإلى جانب المدينة الصناعية الكبرى في جازان، فإن الطائرة المسيرة ستشكل تهديدا حقيقيا لعدة مواقع حساسة كـ مطار جازان، ميناء جازان، محطة ومنشآت تحلية المياه الكبرى في منطقة “الشقيق”، مطار أبها، المطار والقاعدة المهمة والحيوية للقوات الجوية السعودية في خميس مشيط “قاعدة الملك خالد الجوية”، مطار نجران، ومخازن النفط التابعة لشركة أرامكو في جازان ونجران.

شلل تام

يوجد بين جميع الأهداف التي تقع في مرمى الطائرة قاصف اليمنية، ثمانية مراكز حيوية ومهمة، والتي في حال استهدفت من قبل هذه الطائرات، فإن المناطق الشرقية، وخصوصا الجنوبية الشرقية السعودية ستصاب بالشلل.

مجمع “الشقيق” لتحلية المياه:

وتعتبر واحدة من هذه المراكز الحيوية، حيث تؤمن مياه الجزء الأكبر من مناطق جنوب شرق السعودية، وفي حال حدوث أي أنفجار في هذه المنشآت، أو تدمير مخازن التخزين، ومنشآت نقل المياه، فإن جزءً كبيراً من مناطق جنوب وشرق السعودية، ستصاب بأزمة حقيقية.

قاعدة الملك خالد الجوية:

وتقع في خميس مشيط، ولها مساحة واسعة، وقد تحولت بإستمرار إلى هدف سهل للصواريخ الباليستية اليمنية، لكنها ستصبح من الآن فصاعداً مع وجود هذه الطائرة المسيرة، هدفا لهجماتها الدقيقة. وإضافة لقاعدة الملك خالد في خميس مشيط، فإن الطائرة قاصف يمكنها الوصول إلى ثلاث مطارات سعودية في جنوب شرق البلاد، وهي مطارات نجران، وجازان، وأبها.

أهداف بحرية

هجمات قاصف الدقيقة لن تقتصر على اليابسة وحسب، فبالتأكيد أن السفن الحربية السعودية المعتدية سيكون لها نصيبا وافرا من الاستهداف، وستكون قاصف رديفا للقوارب الإنتحارية، التي باتت تشكل تحدياً وتهديداً جديداً لقوة العدوان البحرية. فوجود رأس حربي في طائرة مسيرة، يعني أن من يتحكم بهذه الطائرة قادر على إصابة أهدافه بواسطة تنفيذ عملية إنتحارية، عبر الاستفادة من أجهزة الكاميرات المركبة على هذه الطائرة، وتدمير تلك الأهداف، والحاق خسائر كبيرة بمواقع العدو. ولا ننسى كيف أن ابطالنا استخدموا هذه التنكولوجيا في حالات أخرى، عندما قاموا بعملية كبيرة تمثلت بإستهداف فرقاطة “المدينة” التابعة للقوات البحرية في الجيش السعودي بواسطة قارب إنتحاري، حيث الحقت هذه العملية أضراراً بالغة في تلك الفرقاطة، لا سيما في المروحية التي كانت تحملها فوق مهبط على سطحها.