الخبر وما وراء الخبر

سباق ومتسابقون

41

بقلم | عبدالفتاح علي البنوس

يوميا تزف عاصمة العواصم صنعاء الأمانة والمحافظة ومحافظات اليمن البطلة المعطاءة عشرات الشهداء العظماء بعد أن أبلوا بلاء حسنا في مختلف جبهات العزة والكرامة ، في الوقت الذي يتسابق فيه رفاقهم في درب الجهاد والنضال المقدس على نيل هذا الشرف وبلوغ هذه المكانة الرفيعة التي خصصها الخالق جل في علاه لهم ولمن سلك مسلكهم وحذا حذوهم ، يتقاطرون على الجبهات فرادى وجماعات وأعينهم على هدفين وغايتين رئيسيتين إما النصر وإما الشهادة ، سباق شرف وعزة وكرامة ، سباق شهامة ونخوة ورجولة ، سباق فخر واعتزاز ، سباق رفعة وسمو ، سباق يرضي الله الكريم ورسوله ، سباق يقود أصحابه لمرافقة الأنبياء والأوصياء والصالحين وحسن أولئك رفيقا .

وفي المقابل هنالك الكثير من أبناء جلدتنا ووطننا ، ممن نتشارك معهم الجنسية والهوية اليمنية ، ومن يرددون معنا رائعة الراحل الكبير الأستاذ عبدالله عبدالوهاب نعمان وسيبقى نبض قلبي يمنيا ، لن ترى الدنيا على أرضي وصيا ، يتسابقون على خوض سباقات من نوع مغاير تماما ، إذ يتسابقون على العمالة والخيانة والارتزاق والارتماء في أحضان الغزاة والمحتلين ، سباق محموم ، كل فرد يحاول أن يظفر بقصب السبق ليظهر الأكثر عمالة وارتهانا وخيانة من غيره ، استبسال في السقوط والسفه والدياثة ، منهم من يتسابقون للقتال مع الغزاة والمحتلين في الجبهات الداخلية والخارجية ، ومنهم من يتسابقون على الدفاع عن قوى العدوان وجرائمهم المرتكبة في حق اليمنيين رجالا ونساء وأطفالا من خلال الظهور عبر وسائل الإعلام تحت صفة إعلاميين ومحللين سياسيين ، ومنهم من يتسابقون على تبرير العدوان والمذابح التي يرتكبها أمام المحافل والمؤتمرات الدولية التي تعنى بحقوق الإنسان وغيرها من المجالات الحقوقية ، ومنهم من يتسابقون على العمالة للعدوان من على منابر المساجد ومن داخل دور العبادة التي من المفترض أن ترفع ويذكر فيها اسم الله ، ومنهم من يتسابقون على العمالة من خلال مواقع وشبكات التواصل الاجتماعي بكل جرأة ووقاحة ، ومنهم من يتسابقون على العمالة تحت يافطة الأعمال الإنسانية والإغاثية حيث يتجند هؤلاء لرفع الإحداثيات وتقديم المعلومات اللوجستية لقوى العدوان غير مكترثين بما قد يترتب على ذلك من ضحايا ونتائج كارثية مدمرة .

بالمختصر المفيد شتان بين سباق وسباق ، شتان بين سباق ومتسابقين يتسابقون على تقديم أرواحهم للدفاع عن الأرض والعرض والعزة والكرامة والسيادة فيسقطون شهداء عظماء ، وبين سباق ومتسابقين يتسابقون على تقديم أرواحهم من أجل المال السعودي والإماراتي المدنس وخدمة لمشاريعهم الاستعمارية والاستغلالية فيسقطون خونة مرتزقة عملاء ، بلا شرف وبلا كرامة وبلا مكانة إلا جهنم وبئس المصير ، فالله الله في السباق الذي يرضي الله ورسوله ويحفظ لنا كرامتنا وعزتنا ، ويحفظ لوطننا وحدته وسيادته واستقلاله ، ويضمن لشعبنا حريته وسعادته ، سباق يسجله التاريخ في أنصع صفحاته ، سباق تفاخر به الأجيال المتعاقبة ، سباق يقود إلى الفوز برضى الله ورضوانه .

هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .