الخبر وما وراء الخبر

صنعاء تربح الحرب الأمنية

51

محمد الحاضري: “ما بعد ثورة 21 سبتمبر بات مختلفًا جدًا عما مضى في عهد الوصاية الأجنبية وارتهان النظام للخارج المعادي “.. هكذا اختصرت وزارة الداخلية تقييمها عن الوضع الأمني بعد ثلاثة أعوام من العدوان.

فبالتزامن مع المعركة التي يخوضها الجيش واللجان الشعبية دفاعا عن الأرض والسيادة اليمنية في وجه العدوان الخارجي، ثمة معركة لا تقل ضراوة تخوضها الأجهزة الأمنية ضد أدوات له لا تقل فتكا وإجراما بحق اليمنيين.

بلغة الأرقام كشفت إحصائية أمنية لوزارة الداخلية نشرت مؤخرا أن عدد العبوات الناسفة التي تم تفكيكها وكذلك ضبطها لدى عناصر إجرامية خلال الثلاث السنوات الماضية بلغ قرابة 2500 عبوة ناسفة وبزنة تزيد عن ثلاثة أطنان و700 كيلو جرام، بالإضافة إلى إحباط 29 عملية انتحارية خلال نفس المدة.

تمكنت الأجهزة الأمنية كذلك من إلقاء القبض على عشرات العناصر المرتبطة بالقاعدة وداعش، لتكشف التحقيقات مع تلك العناصر عن تورط دول العدوان في التمويل والتوجيه بتنفيذ عمليات إجرامية في الطرقات والأسواق والمساجد والأماكن العامة.

وبالمقارنة مع الوضع الأمني قبل 2011 حيث “كانت العناصر الإجرامية خلاله تدار وتمول من داخل النظام نفسه” بلغ حجم الاغتيالات والإخفاء القسري أكثر من 7 ألف عملية”.

أما بعد 2011 فقد بلغت الاغتيالات ما يزيد عن 1100 عملية.. أما في 2014 فقط، فإن عدد الاغتيالات وصلت 264 عملية، كما سجلت الإحصائيات الأمنية قبل ثورة 21من سبتمبر 23 عملية تهريب من السجون لعناصر ما يسمى بالقاعدة والمئات من المجرمين المدانين بأحكام قضائية في حرابة.

تتعرض اليمن منذ ثلاث سنوات لحرب أمريكية سعودية حاولت ضرب الأمن واستهداف منشاته وكوادره، ومع ذلك لا مجال للمقارنة بينما تحقق في هذه الظروف وما كان عليه الوضع من قبل، وهو ما يدفع للتساؤل عن الدور الأمريكي الحقيقي الذي ظلت قواته تتقاطر إلى اليمن تباعا بزعم محاربة ما تسمية الإرهاب، قبل أن يتم طرد تلك القوات من العاصمة صنعاء عقب ثورة شعبية أطاحت برموز الفساد في 21 سبتمبر 2014.

الهدوء الذي تشهده العاصمة صنعاء والمسيرات المليونية التي احتشدت فيها على مدى سنوات العدوان دون أي اختراق أمني يذكر، جعلت دول العدوان على اليمن أكثر حنقا على الشعب اليمني وبدا ذلك واضحا من خلال تحريض أبواق تابعة لها وبشكل صريح على ضرب الأمن وتنفيذ عمليات “انتحارية” في صنعاء.

الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة بدت أكثر ثقة بقدرة الأجهزة الأمنية، وها هي وفودها تصل إلى صنعاء تباعا، في حين لم يتمكن المبعوث الأممي الجديد إلى اليمن مارتن غريفث منذ توليه منصبه نهاية فبراير الماضي من زيارة المناطق التي تصفها وسائل إعلام العدوان بالمحررة.

تتفاخر صنعاء بإنجازاتها الأمنية في حين هناك إحصائية أمنية ولكن من نوع مختلف تصدر عن المناطق الواقعة تحت سيطرة الاحتلال الأمريكي الإماراتي السعودي…عناوينها الفوضى والاغتيالات والتفجيرات والاشتباكات المسلحة بين القوات التابعة لأجنحة العدوان، وهو ما يعده مراقبون كشفا للرغبة الحقيقية للدول الغازية في تفتيت اليمن والإبقاء على حالة اللادولة لتتمكن من السيطرة على مقدراته ونهب ثرواته.